عن الكتاب
هناك أيضًا، ربّاها والداها، فرايزر وماريان روبنسون، على التعبير عن رأيها بصراحة ومن دون خوف. ولم تلبث الحياة أن انطلقت بها بعيدًا، من قاعات جامعة برِنستون، حيث اختبرت، للمرّة الأولى، الشعور بأن تكون الفتاة السوداء الوحيدة في القاعة، إلى البرج الزجاج، حيث عملت محاميةً في قطاع الأعمال، وتمتّعت بنفوذٍ كبير، وحيث، صباح أحد أيّام الصيف، أتى طالبُ حقوق يدعى باراك أوباما إلى مكتبها، وأطاح كلّ خططها المرسومة بعناية. في هذه المذكّرات، تصف ميشيل أوباما، للمرّة الأولى، بداياتِ زواجها، حين ناضلت للتوفيق بين عملها وعائلتها، على إيقاع التقدّم السريع الذي كان زوجها يحرزه في عالم السياسة. وتُطلعنا على نقاشات الزوجين الخاصّة حول ما إذا كان عليه أن يترشّح للرئاسة، وحول دورها كشخصيّة محبوبةٍ لم تسلم من الانتقاد خلال حملته الانتخابيّة. روت لنا قصّتها بأسلوب جميل، وبكثير من الفكاهة، وببراءة فريدة من نوعها. فقدّمت لنا صورة حيّة عن كواليس حياتها، سواء في رحلة العائلة إلى عالم الأضواء والشهرة العالميّة، أو داخل البيت الأبيض حيث عاشت وأسرتها ثماني سنوات حافلة، تعرّفت خلالها إلى بلدها، كما تعرّف بلدها إليها. يأخذنا كتابُ «وأصبحت» في رحلة بين مطابخ آيوا المتواضعة، وقاعات الرقص في قصر باكنغهام. كما يبحر بنا في لحظات الحزن العميق، والشعور بالقدرة الجبّارة على التغلّب على أشدّ الضربات إيلامًا. ويشكّل إضاءةً على ما يدور في أعماق إحدى شخصيّات التاريخ الفريدة خلال نضالها لتعيش حياة غير مزيّفة، ولدى تسخير قوّتها الذاتيّة وصوتها لتحقيق ما تصبو إليه من مُثُل عليا. وهي، بروايتها قصّتها بصدق وجرأة، تضعنا أمام تحدٍّ: مَن نحن؟ ومَن نريد أن نصبح؟