عن الكتاب
ثلاث كتب تأتي من عالم ملئه الظرف والخيال والتشويق، كما المغذى والمعرفة والمعلومات. إنها قصص قصيرة أو حكايا تصل القارئ مباشرة بالحياة التركية القديمة، وبالفولكلور التركي. فيصبح وكأنه المسافر على بساط الريح الذي ينقله دون مقدمات إلى اسطنبول القديمة بكل عظمتها وأبهتها، يتنقل به في أرجائها المختلفة من …ديوان السلطان إلى المقاهي الشعبية، فيقابل سيدات ورجال القصر، كما يقابل ساكني الأزقة والطرقات الشعبية. سيتذوق بنفسه طعما مختلفا للحياة، وسيعاين بنفسه المظاهر التي كان لها شكلها الخاص.وسيستنبط التاريخ الغني لهذا البلد دون حاجة إلى الشرح، وسيستشف مغذى الحكاية التي تعّبر من تلقاء نفسها عن كل مكنونات ومكوّنات هذه الحياة القديمة، والتي تعكس كل مفاهيم ومقاييس ومعايير المجتمع فيها.قصص على الطريقة التركية، محبوكة بكثير من الجمال والظرف والذكاء والحيلة. وذكريات “تفوح منها عظمة إسطنبول”، وسيطرتها التاريخية التي انعكست على تعامل الأفراد وطباعهم، إن كان داخل العائلات العريقة حيث “النسوة السلطويات اللواتي ربّين أولادهن على إشارات العيون والحواجب”، أو من خلال تأثيرها على تعامل المواطنين العاديين والشعبيين. حكايا تعيد الظاهر إلى الجذور، فتضفي عليه رونقا سحريا، يأخذ القارئ مبتسما إلى عمق الحياة.جاءت الترجمة إلى العربية سلسة وراقية، احترمت روح النص وأسلوبه ومغذاه.المقهى هو المكان الذي تنتشر منه الحكاية، والحكاية هي المادة الأساسية التي يحملها الأصدقاء كي يقدمها أحدهم إلى الآخر لتضيف متعة إلى متعة المشروبات الساخنة والباردة.“مقهى الباب العالي” أي مقهى العاصمة العثمانية، يحاول إعادة الاعتبار إلى فن أدبي هو الأكثر تداولاً بين الناس، وبات الأقل إنتاجاً.. إنه فن الحكاية.يحاول الكاتب أن يعيدنا إلى طفولته، لينقل لنا آخر ما تبقى من التقاليد العثمانية، و ما نقل من تلك التقاليد.