عن الكتاب
فى روايته الصادرة حديثًا عن دار المصرى للنشر، يعالج الروائى الشاب أحمد الصغير، الفساد الذى استشرى فى الأقصر، وضرب بجذوره فيها، خلال عمليات الشييد والتعمير، وتحويلها لمتحف مفتوح، وهى العمليات التى بدأت خلال السنوات الخمس الأخيرة، مع تولى سمير فرج، رئاسة مجلس المدينة، قبل أن تتحول لمحافظة.“ماذا يدور فى الأقصر الآن يا همام؟ ما هى مجالات الرزق؟” سؤال يطرحه “حسان”، العائد حديثًا من الخارج، لبلده الأقصر، بصحبة “ألين” التى يراها أفراد عائلته عجوز شمطاء، تسيطر التجاعيد على ملامحها، لكنهم لا يعرفون أنها فى الحقيقة “دردوم” وهى أحد مصطلحات سوق النخاسة الكبير، الذى امتد إلى كل ركن فى الأقصر، الذى يحكى عنه الصغير فى الرواية، فالدردوم هو الرجل، الذى يعشقه “حسان” وباعه نفسه، من أجل أن يثرى، والبسه باروكة وفستان، بعد أن اضطر للعودة للأقصر، ليحقق حلمه فى شراء أراض وعدة محلات سوبر ماركت، وشركة “ليموزين” وغيرها من المشروعات، وعندما يسأله صديقه الوحيد “طايع” الذى يأتمنه على سره، ويقول له: لماذا يا حسان؟ هل فقدت عقلك؟ الأقصر تعج بالحريم من كل الأعمار، وبعضهن يمتن ليستنشقن رائحة شاب صغير مثلك؟ يجيبه حسان: كان أول صيدلى ويمتلك مالا لو أشعلت فيه النار لما فرغت منه فى ليلة كاملة.يروى الصغير مؤلف الرواية، كيف تحولت الأقصر خلال السنوات الأخيرة، التى شهدت أعمال الهدم والبناء من أجل تطويرها، إلى سوق كبير للمساومات والاتفاقات، انتفخت خلالها خزائن الأباطرة بالمزيد، وارتفع حظ المحظوظين بعد أن باعوا قطعًا من الأراضى الزراعية لحيتان، حولوها لمنتجعات، ويروى الصغير عن هذا الحوت الذى حول جزيرة فى نيل الأقصر لمنتجع كبير، ووّسط فى عملية البيع شخصية من شخصيات الرواية هى الحاجة “قطر الندى”، لكن لأن الرواية صدرت قبل الثورة، فلم يذكر المؤلف اسم الحوت، رغم أن الكثيرين يعرفونه، ورغم أن الثورة كانت سببًا لفتح ملف ثروته، وملف منتجعه.