عن الكتاب
«لغز الجريمة الغامضة» العمل الروائي الأول للكاتب رائد يونس النبراوي صادر عن (الدار العربية للعلوم ناشرون، 2018)، يسير به كاتبه على خطى الروائية الإنجليزية أجاثا كريستي والمحقق البارع شارلوك هولمز. لذلك فإن العمل بوليسي ويدور في فلك الجريمة الغامضة، ويتموضع بين قوى الخير والشر والرغبة في تحقيق العدالة. تدور أحداث الرواية …في شركة خاصة في المملكة العربية السعودية تعود ملكيتها للعقيد تركي “أبو بندر” مدير مركز الشرطة الشرقية بخميس مشيط ويعمل في هذه الشركة موظفون من جنسيات مختلفة.. وذات صباح يكتشف “آدم” أول الواصلين إلى العمل مقتل محاسب الشركة البنغالي “ساجد”.ومن هنا تبدأ محاولة فكفكة خيوط الجريمة بالرجوع إلى أجواء الحدث الاستباقية ومنها العلاقات بين الموظفين، ظروفهم المعيشية، وغيرها، مما يقود إلى تلمس الدافع إلى ارتكاب الجريمة، ويكون على المحقق البارع “فهد صالح” مهمة التحقيق في هذه القضية.وبينما تحوم الشكوك حول اثنان أو ثلاثة من موظفي الشركة للقول أن الجريمة وقعت بدافع السرقة، تكشف الرواية أن الجاني هو آخر شخص يُمكن أن يُشتبه به وأن السبب بعيد كل البعد عن القتل بدافع السرقة!!في الخطاب الروائي يقدم الكاتب رائد يونس النبراوي روايته على شكل مشهد سيمي يتم خلاله خلق فضاء تصويري خاص من مفردات الواقع المعيش (المكان/الشخصيات)، إلاّ أن البراعة هي في طريقة إخراج المشهد المتأسسة على تعامل خاص مع الحدث، وتتبُّع خيوطه للخروج من الفعل الواقعي (الجريمة) إلى رصد الأثر النفسي، الذي يمثل المؤشر الفني لحركة النص الداخلية، ليكون قوام المشهد متمثلاً بين (جاني/ضحية)، وهذا ما يضع المتلقي في حالة ترقب كبيرة منتظراً الكشف عن (اللغز)، والإعلان عن (الجاني). هذا الاشتغال الفني متلائم جداً مع طبيعة القصة البوليسية؛ من دون أن ننسى دور الراوي في هذا البناء لأنه كان بمثابة المخرج الذي أدار هذهِ العملية برمتها.