عن الكتاب
«ما إن قرأت مقالاته المتسمة بالغنى المعرفي والفصاحة العذبة وتماسك البنيان، حتى تساءلتُ: مَنْ هذا الكاتب الجميل المتين؟ وفرحتْ نفسي بمعرفة كونًّه شابًّا لا يزال، وهمستْ روحي: الحياة لن تكف عن تجديد نفسها.وها هو أحمد الدريني يكتب نصوصًا تنتحي بقوة نحو شمس القص، مفعمة بنسغ كل الميزات التي تجلَّت في مقالاته، ومغتنية بإضافات يُحتِّمها زمن باتَ فيها الواقع متجاوزًا للخيال التقليدي.كتابة تشير إلى جيل جديد، ينتصر على عدوانية مُزعجيه بأهم قوانين مصارعة «الأيكيدو» التي جاء ذكرها في قصة بديعة من قصص هذا الكتاب، حيث يقتنص المُدافِع أخطاء المهاجِم عندما يختلُّ توازن الأخير وهو يوجِّه ضرباته الغاشمة والغشيمة، فينتصر المدافع بأقل جهد ممكن، اقتصاد ذكي للطاقة، وفن جمالي في القتال.وأعتقد أن في هذە اللمحة مفتاحَ خزينة أسرار هذە القصص، لجيل يحسن الاقتحام في زمن الازدحام بأدوات عصرە، ودون عبودية لشروط صنمية من أزمنة مضت، في كل شأن، حتى شأن الفن، فالقصة التي ازدهر فنُّها وانتشر بازدهار وانتشار الصَّحافة، لابد أن تتأثر بفنون الصحافة، وتؤثِّر في فنون الصحافة، لتنشئ نماذجَ إبداعية جديدة، بجماليات متجددة. ولمَ لا؟!».