عن الكتاب
يبحر الكتاب بنا فى رحله تاريخية نستكشف من خلالها مراحل التطور الفكرى للعقلية الأوروبية بداية بتجاوزها ما صار يعرف تاريخيا بعصور الظلام و مرورا بعصر النهضه ثم الحداثة و ما بعدها، و كيف تغيرت نظرة المجتمع الأوروبى للعديد من الأفكار والقيم كالأخلاق و الدين والله و الجمال و كيف أسهم نقل وترجمة التراث الفكرى الإسلامى و البيزنطى فى قيام نهضة علمية فى كافة المجالات.اختار محمود عبدالرحيم فى كتابه التركيز على ( الفكرة الإلهية ) كواحدة من تلك القيم والأفكار التى تغيرت بشكل كلى فى الثقافة الغربية ليستعرض لنا مراحل ذلك التغير من إله منزه عن كل النقائص كلى الحضور تعجز الكلمات عن وصفه الى مجرد كائن مبدع عظيم أوجد الكون ووضع له قوانين تسيره ثم تحوله لمجرد تفسير لما يعجز العقل عن تفسيره، إله لسد الفجوات العلمية ليس له أى قداسة حتى أصبح مجرد رمز للذكاء الكونى الذى نلمسة فى الطبيعة من حولنا بل إنه و الطبيعة وحدة واحدة فالله ما هو الا ذلك الذكاء و النظام الموجود فى أصغر ذرة و أكبر مجرة إله لا يحتاج الى عبادة ولا يجدى معه الدعاء، ثم يلى ذلك تلك المرحلة التى يكتشف فيها الإنسان أنه هو الإله الحقيقى فالله ما هوالا مجرد إسقاط لتصورات البشر عن أنفسهم حين تتسامى و تبلغ أعلى درجات الكمال ( السوبر مان ) ليعى الإنسان فى مرحلة نضجة الأكثر كمالاً كيف يحيى فى هذا العالم مستغنيًا عن أى معنى أوهدف أو قيمة لتلك الحياة.يقدم لنا الكتاب بأسلوب اكثر من رائع كيف تشكلت فكرة من خلال العديد من العقول و الأحداث التاريخية لتصبح بهذا النمط الفلسفى الذى هى عليه الآن.