عن الكتاب
تأخذك الكاتبة بداخل المجتمع الإسرائيلي لتلقي نظرة عميقة لا يعرفها الكثيرين وبشكل رائع لتحقق لك معلومات حقيقية. ومن خلال السرد السلس والوصف الرائع للاماكن والحبكة الدرامية تحلق بنا الكاتبة ومن خلال قصة حب بين شابة من المجتمع الإسرائيلي وشاب عربي بدأت بصداقة نافرة من كلا أقارب طرفي المعادلة فلم يلتفتا لذلك مقتنعين بأن الحب لا يعترف بتوارث مبررات عقيمة غزت العقول. الرواية وبجهد واضح أزاحت الكثير من المزاعم التي يلتحف بها الكيان الإسرائيلي بأنه أحضان الحرية والعدل والمساواة. علي الجانب الآخر... رواية وبحق تستحق القراءة لما بها من معلومات رائعة ومرجعا بحثيا هام. ==== نهضت الرواية على ثلاثين فصلا كشفت عن أفكار اليهود وكان الهدف الرئيسي منها: 1. البحث عن الجذور الصهيونية وتأكيد زيفها وتزيفها. 2. إيهام الجيل الجديد بأنهم أصحاب الأرض والعرب سخروا لخدمتهم. 3. علاقة اليهود بعرب الداخل ومدى الحقد والكراهية المشتعلة بشكل دائم في نفوس اليهود. 4. الكشف عن جرائم اليهود في الأرض العربية المغتصبة. 5. إظهار مدى التباين في تفكير كل من الآباء الواهمين والمتوهمين والأبناء من الجيل المثقف والمتعمق في دراسة التاريخ والآثار. الرواية تاريخية وهي: مشروع سردي مشوق ومهم لأنه فاضح وكاشف لأفكار الصهيونية وكذب رؤسائهم ورجال الدين وخاصة أحلامهم في إقامة كيانهم الموحد ثم والمهم أن أبطال العمل من الجبل الجديد الذي لم يعد يؤمن بخرافات أبائهم وأجدادهم وهم يأملون بحياة أكثر أمنًا وسلامًا وهذا لن يتم إلا عن طريق الحب وهذا ما اشتغلت المبدعة عليه و.. نجحت الكاتب والناقد/ محمد غازي ========== على الجانب الآخر محمد جهاد إسماعيل كاتب وفيلسوف, باحث في علم الحضارة, الأديان المقارنة, والأنثروبولوجيا. ظلت تويفا ميزار طيلة أحداث الرواية, ترزح تحت نير تناقض ثقيل؛ هو التناقض بين الحقائق الأركيولوجية الأكيدة التي تؤمن بها وتدرسها في الجامعة, وبين الخرافات التوراتية التلمودية التي تفرضها عليها أجواء أسرتها, وتربت عليها منذ نعومة أظافرها. إذاً هو تناقض بين قناعاتها العلمية, وقناعات عائلتها المتطرفة الدموية. تعرضت تويفا لإرهاب فكري فظيع, مارسه ضدها أفراد العائلة. وتعرضت لإرهاب من نوع آخر, تمثل في قيام والدها بإجهاض قصة الحب الجميلة التي عاشتها مع الشاب العربي. تؤمن تويفا أن اليهود ليس لهم أي حق تاريخي في أرض فلسطين, لأنهم جاؤوا إليها متأخرين. فالفلسطينيون القدماء سكنوا هذه الأرض قبل اليهود بآلاف كثيرة من السنين, وشيدوا فيها (أريحا) أول مدائن الدنيا, وأقاموا الحضارتين النطوفية والكبارية. كانت تويفا في هذه الرواية إجمالاً, وكأنها تتحدث بلسان روجيه جارودي في كتابه (الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية), وكأنها تتحدث بلسان شلومو ساند في كتابه (اختراع الشعب اليهودي).