عن الكتاب
في كتابه «صعود المال: التاريخ المالي للعالم»، يقول نيال فرغسن: «إنَّ الحركة المالية هي أساس التطوّر الإنساني، كما يظهر أنَّ تاريخ المالية هو الأساس الذي ينطلق منه أي تاريخ آخر». من خلال منظار فرغسن تبدو المحطات التاريخية المألوفة بحلة جديدة فيها تركيز أقوى على الظروف المالية السائدة وقتها. فجأة تبدو الحضارة التي كانت سائدة في عصر النهضة الأوروبية مختلفة تماماً، وكأنها الطفرة في أسواق الفنون والهندسة المعمارية التي أصبحت ممكنة عندما استخدم المصرفيون الإيطاليون علم الرياضيات العربية. أما إعادة تعريف ظهور الجمهورية الألمانية فيتم باعتباره انتصاراً حققه أول سوق سندات عصري في العالم. كما يجري إعادة أسباب قيام الثورة الفرنسية إلى فقاعة في سوق الأسهم المالية.يوضح فرغسن، من خلال الوضوح الذي عرف به، المفاهيم المالية ويشرح نشوء المؤسسات المالية الرئيسية. وقد أجاب على الاسئلة التالية: ما هو المال؟ ماذا تفعل البنوك؟ ما هو الفرق بين الأسهم والسندات؟ كيف نشتري التأمين أو العقارات؟ وما هو الدور الذي يقوم به صندوق أو صناديق التحوط؟ إنه كتاب تاريخ من أجل الحاضر، لقد سافر فرغسن إلى ولاية نيو أورلينز الأمريكية بعد إعصار كاترينا الهائل ليسأل عن سبب فشل الأسواق الحرة في تقديم التأمين الكافي ضد الكوارث.ثم تعمق في أصول أزمة الرهونات الأمريكية الحالية. وربما تكمن أهمية كتاب «صعود المال» بشكل أكبر في توثيقه بيان كيف أن الثورة المالية الجديدة هي التي تقوم بتسيير الدول الكبرى في العالم، وكيف ساهمت تلك الثورة في انتقال الهند والصين من الفقر إلى الثراء في فترة زمنية قصيرة.