عن الكتاب
في فصول هذا الكتاب، تجدون عدة عشرات من المشاهد تتصل جميعها بمجتمعات الفقر بالمعنى الواسع للكلمة، أي بما يتجاوز المعنى المالي، أو معيار الدخل والإنفاق فقط. وقد شملت المشاهد العديد من المدن والقرى، والبوادي والمخيمات، إضافة إلى العاصمة.قمت بتقسيم الكتاب إلى أربعة فصول: الأول يشتمل على مشاهد من العاصمة، والثاني يشتمل على مشاهد من مواقع أخرى متنوعة، ركز أغلبها على موقف الفقراء من فقرهم، ومبادراتهم الذاتية لمكافحة فقرهم، ولما كنت قد لاحظت أن الفقراء يواصلون حياتهم على شتى الصعد، فقد قدّمَتْ بعض مشاهد الفصل الثاني صورة عن المجالات الاجتماعية والثقافية، فضلاً عن المعاشية.أما في الفصل الثالث، فقد عَرَضَتْ مشاهده عدة حالات من ظاهرة الاحتجاج والتنظيم الذاتي في أوساط الفقراء.وأخيرا اشتمل الفصل الرابع على عدد من التحقيقات العلمية الأكثر عمقاً في ستة مواقع في الأطراف خارج العاصمة، إذ أجريت إقامات ميدانية لفترات طويلة نسبياً. إنني من أقل الناس سفراً، إلى درجة أنني لم أركب الطائرة منذ عام 1979، أي منذ 40 عاماً. لقد استعضت عن ذلك بما صرت أسميه «سياحة فَقَرِيْ»، تشرفت خلالها بالتعرف على ألوف الناس، واطلعت على تفاصيل معركتهم في هذه الحياة.