عن الكتاب
هذه الأسئلة وكثير غيرها تشغل بال الكثيرين، ويحاولون أن يجدوا لها إجابات شافية، ومن الطبيعي أن ينسى الفرد منا بعض الأشياء أحيانا، ومن الطبيعي كذلك أن نصبح كثيري النسيان كلما تقدمنا في العمر، وكثيرا ما نسمع من يقول لقد تركت حقيبتي هنا منذ قليل، حتى أني اعتقدت أنها سرقت، وقد يقول آخر لقد تركت السوق بعد أن دفعت قيمة مشترياتي، ولكني لا أجد محفظة نقودي الآن بعد أن عدت للمنزل. تلك بعض أمثلة لما يمر بنا في حياتنا اليومية وهي تشير إلى أن هناك عوامل تؤثر على قدرات الذاكرة لدينا. ورغم أنه من الممكن التغلب على كثير من هذه العوامل أو منعها، إلا أن بعض أسباب النسيان لا يمكن التحكم فيها، لأنها ترجع إلى عوامل وراثية. ولحسن الحظ فإن كثيرا من اضطرابات ومشكلات الذاكرة يمكن منعها أو علاجها، فالامتناع عن تناول المواد الكحولية والمخدرات والأكل باعتدال والقيام بالتمرينات الرياضية بشكل منتظم كلها تقلل من خطر أمراض القلب أو السكر، وكلاهما يمكن أن يؤثر في الأوعية الدماغية ويقلل من تدفق الدم إلى المخ. وبالرغم من أنه يمكن تغيير العديد من العوامل التي تؤثر على نشاط الذاكرة وحيويتها، إلا أن بعض أسباب فقد الذاكرة تخرج عن حدود سيطرة الإنسان، مثل الخلفية الوراثية للشخص. ولقد حاول المؤلف أثناء تأليف هذا الكتاب أن يرتبط بالقواعد التالية: - أن يكون كتابا عمليا وبعيدا ما أمكن عن المصطلحات العلمية التي قد تشعر القارئ بالملل. - أن يكون كتابا عمليا بحيث يكون وسيلة لفهم الذاكرة وتحسين القدرة على التذكر. ولذلك يؤكد الكتاب على عمل الأشياء بعيدا عن الأمور الأكاديمية الخالصة. - أن يكون كتابا تعليميا ولذلك يجب دراسته بشكل جيد حتى يمكن الاستفادة من محتواه. - أن يكون موضوعيا يقدم بعض معينات الذاكرة، إلا أنه في نفس الوقت يبين نواحي قوتها وضعفها. - أن يعتمد في مادته العلمية على نتائج البحوث الحديثة عن الذاكرة والتي تبين نواحي القوة والضعف في المبادئ العلمية المختلفة. وخلال العقد الأخير اهتم علماء النفس وعلماء الذاكرة بعمليات التذكر بالبحث في الذاكرة وعوالمها، وتعرضوا لكثير من الوسائل التي يمكن استخدامها لحفظ المعلومات والبيانات في الذاكرة. ونتيجة لذلك نجد أن النشاط البحثي حول فهم الذاكرة وتحسينها قد ازداد بدرجة واضحة في العقدين الأخيرين من القرن العشرين والعقد الأول من القرن الحادي والعشرين. وسيحاول الكتاب أن يقدم للقارئ خلاصة لنتائج آخر الأبحاث في هذا المجال.