عن الكتاب
يشكل موضوع التلقي جانبًا هامًا في حقل الدراسات الأدبية، والاتصالية. وهو يبحث في العلاقة بين النص والمتلقي، الذي يعد المصدر النهائي والفاعل الحقيقي في إنتاج الدلالات، وذلك نتاج التفاعل بين القارئ والنص. وقد شكلت علاقة النص بقارئه من أهم الأطروحات النقدية الحديثة التي أحدثت ثورة في المناهج التقليدية التي اهتمت كثيرا بالمؤلف وحياته وظروفه.وهذا الإسهام نادى بظہور نظرية التلقي، التي تهتم خاصة بالعنصر الثالث في العملية الاتصالية وهو المتلقي، إلى جانب المرسل والرسالة، وذلك عن طريق إقامة نظرية خاصة به من خلال العلاقة التفاعلية التي مؤداها إنتاج معاني ودلالات وتأويلات خاصة به.ويتعلق الحديث عن وضعية التلقي حتما الحديث عن مفهوم الجمهور، الذي تم النظر إليه انطلاقًا من مقاربتين رئيستين، الأولى: يدور محورها حول حتمية التأثير، التي يكون فيها المتلقي مجرد مستهدف سلبي لا يحق له إضفاء تعديلات على سيرورة الاتصال، أما الثانية في تلك المتعلقة بالرؤية الارتباطية أو النسبية التي تتداخل فيها عدة متغيرات التفسير وتأويل الرسائل الإعلامية ، انطلاقا من شخصية المتلقي وتجربته.