عن الكتاب
في هذه الصفحات تقدم الكاتبة اللبنانية “مي منسى” الناقدة الأدبية والفنية بامتياز، روايتها الرائعة “حين يشق الفجر قميصه” حيث تطرح فيها عدة أسئلة عن الوجود، “لماذا ولدنا؟ ما هدف البشرية من هذا الكوكب سوى الحروب والمجازر الإتنية والدينية وصناعة الأسلحة المدمرة وتهجير الشعوب من أرضها، من هويتها، من جذورها”.بطلة روايتها ضحية هذه الحروب تقول “هي حكاية امرأة مازالت منذ عقود تحرك على نار شحيحة طبخة الحياة تتأجج فيها حقبات العمر، من زمن الطفولة هي، من طعم المراهقة العجزة، من وطن وغربة، من لقاءات وافترقات، من حب مستحيل دوماً، كالسراب يلمع، نظنه ماء وارتواء وفي اقتراب منه خواء وخشب”.بهذه الروح الشفافة والعين الناقدة وصفت هذه المرأة المعذبة “تساوت امرأة الحكاية بالمتشردين، الهاربين من الوجود، من التاريخ، من أسمائهم، هؤلاء الذين وجدوا في الأماكن العامة مأواهم، هي الحاملة علامة النفي على جبينها، كانت على غرار الغجر لا مسكن لها ولا عنوان، متاعها دفترها الذي مازال يفسح لها مساحات بيضاء لتطمئن نفسها بأنها مازالت حية، ووسادتها كمانها، الذي خلص من براثن التعذيب، في روسيا”.لقد أرادت هذه المرأة اكتشاف المجهول ومضت لتبادل الثقافات مع البلدان الأخرى، ولكن هذا الانفتاح لم يمح آثار القمع والرقابة المتشددة التي خلفها النظام الستاليني برأي الكاتبة.تفاصيل متعددة، ومحطات كثيرة تحتويها هذه الرواية، التي أضاءت بها الكاتبة عمن وجدوا أنفسهم خارج حدود وطنهم الأم بسبب الحروب وويلاتها.