عن الكتاب
في مزجٍ غريب يؤالف بين التماهي والاغتراب، بين البهجة واليأس، وبين الهواجسِ والتأمّلات؛ تذهب جومبا لاهيري في هذه الرواية بثيمات الكتابة نحو الحدود القصوى. نقرأ في فصولها القصيرة المتلاحقة، عن امرأةٍ تسائل كينونتها في هذا العالم، متأرجحةً بين الحركة والسكون. نراها تجوب الشوارع القريبة والمقاهي والساحات والمتاجر، حتّى تخفّف شعورها بالوحدة. ونرافقها إلى المسبح الذي ترتاده، إلى محطة القطار الذي يأخذها لزيارة أمِّها الغارقة في عزلتها، والأمتع من ذلك، حين نعبرُ، بشيء من الميتافيزيقا، إلى داخل رأسها.هذه أول رواية تكتبها لاهيري بالإيطاليّة ثم تترجمها بنفسها إلى الإنجليزيَّة. سيجد القارئ فيها كلّ الخصائص التي تجعل روايات لاهيري محبوبةً للغاية: الذكاء المتبصّر والشعور العميق، المشاهد الطبيعيّة والمواقف الإنسانيّة والوجدانيّة المنسوجة ببراعةٍ وأناقة، فضلًا عن شعريّة كامنة في التفكُّك.إنّها رواية تحرّكها الرغبة في عبور الحواجز، وتُشير إلى تحوُّل جريء في مستوى الأسلوب والحساسيَّة، بابتكارها لغةً أدبيّةً جديدة، تدفع لاهيري إلى أفق جديد من آفاق الإنجاز الفنيّ.