عن الكتاب
هذه الرواية الممتعة والمتقنة فنياً للروائية الإسبانية المتميزة بيلار غويث رودريغيث، تتحدث عن سيرة الرسام النمساوي الشهير إيغون شيلي (1890-1918)، أحد أهم الفنانين التشكيليين في القرن العشرين.فنان مثير للجدل على الرغم من حياته القصيرة، والذي كان قد أسيء فهمه كثيراً بسبب تصوراته عن الحياة والبشر بطريقة مغايرة للمجتمع والرؤية الفنية في وقته.في خط مواز لحياة إيغور، نتقابل مع امرأة شابة مخترَعة من فيينا، إلغا غراوميستر، التي ستكون حياتها وأفكارها انعكاساً أو إعادة صياغة وتكرار حاد لمشاعر وأفكار الفنان نفسه: “من الآن فصاعداً ستتغير كلماتي، أريد أن أشرح نفسي بدونها على الورق، وعلى القماش. هذا ما أريده. أن أتكلم بدون كلام. أن يفهمني الآخرون بنظرة، برسم، بمشهد، بدون تفسير. من الآن فصاعداً سأعطيهم كلماتي بطريقة أخرى”.هذه الرواية تظهر بقوة ذلك التمزق العميق الذي ينشأ بين إرادة الفنان لتصوير خصوصيات الروح البشرية ورفض الأطر الاجتماعية والفكرية التقليدية لها، وبين عدم كفاية الوسائل المادية الموجودة لتحقيق مثل هذا الهدف الجريء.يمكننا التأكيد، بعد أكثر من مئة عام على رحيله، أن عمله سيبقى على حاله، بفضل فرادته وجرأته “من الممكن أن تكون رسوماتي مثيرة جداً، لكن ما أستطيع أن أؤكده هو أنه ليس هناك أي لوحة فنية، بكل ما فيها من صفات فنية وقيم فنية، قادرة على أن تتحول إلى قذارة”.