عن الكتاب
هذا الكتاب الصادر في 1956 ثم في 1959، هو أوّل كتب عالِم الاجتماع الأمريكي إرفنغ غوفمان وأشهرها، وصُنِّف بين كتب علم الاجتماع العشرة الأهمّ في القرن العشرين. وهو أوّل وصف للطرائق التي يدير بها البشر صورهم والانطباع العام عنهم. ومن هُنا استخدم غوفمان مجاز المسرح وعدَّ العالَم مسرحًا كي يصوّر أهمية التفاعل الاجتماعي بين البشر، وهذه المقاربة هي ما ستُعرف بالتحليل الدراماتورجي.غوفمان هو كبير مُحللي الأدوار المعاصرة في «العالم المسرح» المعاصر، وكبير مكتشِفِي اختلال التوازن وتباعُد الشقّة بين الحياة الخاصة الشخصية الخفيّة والحياة العامة الجماعية العلنية. مراقبٌ بالغ الحساسية وثاقِبُ النَّظر في تسجيله تلك التفاصيل وضروب التبادُل والتفاعُل التي تُساهم في صوغ واقع العلاقات البشرية. وتحليله سلوكَ البشرِ الظاهر أينما وُجدوا لا يفتأ يزداد أهميةً في عصر وسائل التواصل الاجتماعي والثورات المعلوماتية والأوبئة العالمية.كتّاب لا بدّ منه ليس للمشتغلين في علم الاجتماع والأنثروبولوجيا وعلم النفس الاجتماعي والفلسفة والمسرح وفنون الأداء وسواهم من الاختصاصيين فحسب، بل للقارئ العام أيضًا. وهو كجميع الكتب العظيمة التي تفتتح عهدًا جديدًا في مجالها، يحتاج في قراءته إلى ذكاء القارئ وحسّه النقدي في آن معًا.