عن الكتاب
“عندما كان ابني بالمعمودية في التاسعة من عمره، ظهر لديه هوَس شديد إلى حدّ عجيب (لم يدم طويلًا) بإلفيس برسلي.صار يردد أغنية «جيلهاوس روك» بأعلى صوته، ويحاول تقليد تهدّجات صوت الملك نفسه، ويهزّ وسطه مثله. لم يكن يدري أن هذا النمط من الغناء صار الآن نكتة؛ وهذا ما جعله يؤدّيه بكل ما لدى طفل لم يبلغ المراهقة بعد من إخلاص نابع من قلبه، معتقدًا بأن هذا يجعله يبدو رائعًا.وفي لحظات التوقّف القصيرة التي تسبق غناءه الأغنية نفسها مرة أخرى، كان يطالب بمعرفة كل شيء عن إلفيس (كل شيء! كل شيء!)، فحكيت له تلك القصة الغبية، الحزينة، المثيرة. قلت له: وُلد إلفيس برسلي في واحدة من أفقر المدن في ميسيسيبي… مكان بعيد، بعيد جدًا.أتى إلى هذا العالم مع شقيق توأم مات بعد دقائق معدودة من ولادته. وفي طفولته، قالت له أمه إن شقيقه يستطيع سماع صوته إن غنّى للقمر كل ليلة، فراح يغنّي ويغنّي. بدأ تقديم أغنياته أمام الجمهور في الفترة نفسها التي شهدت انتشار التلفزيون، فصار -في لمح البصر- أكثر شهرة من أي شخص سبقه. أينما ذهب إلفيس، كان الناس يزعقون لفرط إثارتهم، إلى أن صار عالمه كله زعيقًا. انزوى في شرنقة صنعها بنفسه حيث راح يمجّد ممتلكاته بدلًا من تمجيد حريته الضائعة. اشترى لأمه قصرًا أسماه «غريس لاند».”