عن الكتاب
كتاب « بنو إسرائيل عبر التاريخ » للمؤرخ والإعلامي “د.شفيق الخليل “. يشمل خمسة أبواب مقسمة إلى 42 فصلاً بخلاف المقدمة والمراجع، ويستعرض تاريخ بني إسرائيل في منطقة الشرق الأدنى؛ هذا التاريخ الطويل والمليء بالمغالطات والأباطيل والتزوير والغموض والادعاءات غير السوية، فهذه الفئة من المخلوقات البشرية التي تعتبر نفسها شعب الله المختار، قد برعت في تزوير الحقائق التاريخية المتعلقة بمنطقة الشرق الأدنى، مستغلين في ذلك؛ المستشرقين الأوروبيين الذين استقدموهم أو دفعوهم لكتابة تاريخ المنطقة، بما يتلاءم وأهدافهم التي عملوا قرونًا طويلة لتحقيقها، ومن المؤسف أننا نحن العرب أخذنا ما كتبه المستشرقون وجعلناه تاريخنا المعتمد دون مناقشة.ويقدم الكتاب شيئًا من المعرفة الضرورية للقارئ العربي والمسلم عن جذور بني إسرائيل وفكرهم وثقافاتهم الدينية ومعتقداتهم المختلفة وعاداتهم، وحروبهم فيما بينهم من جهة، وفيما بينهم وبين الشعوب الأخرى التي قُدِّر لهم أن يعيشوا بينها من جهة ثانية، مستعرضًا حياة بني إسرائيل من النواحي التاريخية والدينية والاجتماعية بقدر ما يتيسر من معلومات حول تلك الطوائف الدينية التي جاءت لغزو بلادنا العربية وتمكنت من فرض الهيمنة على عالم عربي مترامي الأطراف. في محاولة لاستكشاف الحقائق الغامضة التي يلفها الضباب حول تاريخ بني إسرائيل ووجودهم في شبه الجزيرة العربية، ودحض المفاهيم المغلوطة أحيانًا والادعاءات التي تقوم غالبًا على الباطل، خصوصًا في غياب المعرفة الحقيقية لطبيعة تلك الطوائف الدينية، خصوصًا في أعقاب غزوها لمنطقتنا العربية في الشرق الأدنى.الكتاب يبحث أيضًا في أسباب الهزائم العربية والتعتيم الإعلامي العربي المفروض على تلك الهزائم، محاولاً كشف الحقائق المغيبة عن واقع أمتنا العظيمة، ويعرفوا إلى أي مدى وصل تخاذلنا في التعامل مع الغزاة لأرضنا وأوطاننا، وإلى أي مدى تمكنت أنظمتنا العربية من إخفاء الحقيقة عن الشعوب.يعد الكتاب ثمرة أبحاث دامت قرابة حولين ويزيد، وتطلب الكثير من الاستقصاء والسفر والمتابعة والجهد والوقت، فكان محاولة جادة وجريئة وغير مألوفة في البحث حول بني إسرائيل ومسيرتهم عبر التاريخ قديمًا وحديثًا، حيث لم يسبق أن قام مؤرخ أو مفكر عربي بطرق هذا الموضوع بصورة جادة وموسعة، فإن معظم ما تعج به المكتبات العربية من كتب وأبحاث في هذه المسألة جاء بالتقليدية الكتابية من حيث المضامين والأساليب واللغة، لا اختلاف في المضامين بين كتاب وآخر سوى اختلاف أسلوب الكاتب في فن الصياغة اللغوية واهتمامه ببلاغة النصوص، مما أدى بالتالي إلى توجيه الأجيال العربية المتعاقبة إلى نوع من “عبدة النصوص”، فكانت كارثة فكرية لا حدود لها داهمت حياة هذه الأمة العريقة.