عن الكتاب
لؤي حمزة عباس كاتب من طراز خاص، ومنذ دخوله الأول إلى عالم القصة قبل أكثر من ربع قرن وهو يشكّل حالة خاصة في الأدب العراقي المعاصر.هو من أكثر الكتّاب إخلاصاً للكتابة، وهياماً بها، وولعاً بالكتب والنوم إلى جوارها، ومن أكثرهم تجريباً وأمانةً في التجريب، كما أنه من أكثرهم حرصاً على البعد بالكتابة من حذلقات “ما بعد الحداثة” بمفهومها المحلّي، وليس بمنجزها العالمي، كما إنه من أكثرهم التزاماً بقضاياه الاجتماعية والفكرية.منذ اللحظة التي يبدأ فيها عبّاس الحديث عن الكتب، تتولّد الحماسة من حوله، ونشاهد البريق الذي يلمع في عينيه وهو يسعى لإثارة الشغف بالقراءة وإشعال جذوته بين القراء، كيف يفعل ذلك، كيف يجعل فكرة القراءة تتحول إلى هدف من دون ادعاء أو غرور؟ الجواب سنجده في “النوم إلى جوار الكتب”.في مقدّمة كتابه “الكتب في حياتي” يكتب هنري ميللر جملة يختصر فيها الكُتّاب والكتب التي بقيت معه عبر السنوات: “لقد كانوا أحياء، وكانوا يتحدثون معي” ولا أجد جملة أبلغ من أن أصف “النوم الى جوار الكتب” بأنه كتاب يجعلنا نعيش مع الكتب العظيمة ونحاورها، بينما نحاول النجاة في حياتنا اليومية، كتاب يصبح مع مرور الوقت الأكثر حميمية، نسافر معه ويجاور فراشنا حين نتعب.