عن الكتاب
هذا الكتاب رغم تناوله جزءًا من تاريخ ثورة 1936-1939، إلا أنه معد لكشف جانب من التاريخ الأسود لعملاء بعضهم تساقط من الثورة وبعضهم مرتبط بالأساس مع بريطانيا وحكم أمير شرق الأردن آنذاك المرتبط هو أيضاً ببريطانيا، أطلقت عليهم سلطة الاحتلال البريطاني اسم «فصائل السلام»، دربتهم ومولتهم وسلحتهم، وساعد في ذلك الحركة الصهيونية، وقاموا بدور أقرب إلى الكلب البوليسي في كشف مواقع الثوار لقوات الاحتلال البريطاني وأيضاً القيام بأعمال قتل وسجن للثوار وتشريد عوائلهم وسرقة ممتلكاتهم، وبث الإشاعات لتشويه صورة الثورة والثوار في أعين الناس البسطاء، لقد ساهموا بقدر أو بآخر في إلحاق الهزيمة بالثورة الكبرى، ولم يزل بعض أحفادهم يفتقدون المناعة الوطنية في الوقت الراهن وأحدهم ولاه محمود عباس منصب رئيس حكومة سلطة الوكيل الأمني للاحتلال. لم تكن فصائل السلام وحدها لطخة سوداء في تاريخ القضية الفلسطينية، بل ظهر على امتداد تاريخها بقع سوداء كثيرة مع كل انعطافة، إذ يظهر من يطرح مشاريع تعايش مع الاحتلال وظهور تشكيلات عميلة بعد عدوان 1967 مثل روابط القرى…إنه المسكوت عنه في التاريخ الفلسطيني، والذي يتجنب الكثيرون فتح ملفاته لأنه لازال يتناسل بفعل وجود الاحتلال الصهيوني لفلسطين، وأبرز صوره كان في روابط القرى أما الأكثر بشاعة فهو دور سلطة الحكم الذاتي التي تشكلت من متساقطي الثورة المعاصرة التي ادعوا أنهم فجروها لتحرير فلسطين فإذا بها تتحول تدريجاً لتصبح ورجالها سلطة وكيل أمني للاحتلال الصهيوني تنفيذاً لاتفاقيات أوسلو التي بفضلها جرى استقدامهم من المنافي للقيام بدور «فصائل السلام» الحديثة وروابط مدن، في صورة ما سموه «التنسيق الأمني» وهؤلاء هم من أطلق على ظاهرتهم صادق جلال العظم: «الصهيونية الفلسطينية»«التنسيق الأمني هو مصطلح مضلل إذ إنه يقوم بين أنداد وأطراف متساوية وهو ما لا يتوافر في وضعية السلطة وكيان الاحتلال الصهيوني، الذي يملي على السلطة ما يجب أن تفعله طبقاً لاتفاقيات أوسلو،… وإذا كان البعض يتجنب إطلاق صفة الجواسيس والخونة عليهم فهم على الأقل متعاملون ومتعاونون مع الاحتلال.. لذلك يجب أن لا نتوارى خلف كلمات منمقة بل أن نذكر طبيعة عملهم… عملاء باختيارهم وإن تشدقت أفواههم أحياناً بالجمل الثورية والتغني بماضيهم.