عن الكتاب
سياسياً، تعد أجندة هذا الكتاب أجندة نسوية. والنسوية هي شكل من أشكال السياسة مكرس لإحداث تغييرات اجتماعية، وكبح إعادة إنتاج صور وأشكال عدم المساواة النسقية بين الرجال والنساء.ففضلاً عن اهتمام النسوية بدور الممارسات الاجتماعية والمؤسسات في ترسيخ دعائم التمييز بين الجنسين، تنشغل النسوية بعلاقة اللغة بالتقسيم الجندري بالنظر إلى ما تلعبه اللغة من دور معقد في تعزيز أشكال التقسيم الجندري في المجتمع وخلقها والحفاظ عليها والتفكير فيها.هذا الدور الذي تلعبه اللغة هو موضوع الكتاب الحالي دراستنا له ستجعلنا نخوض في مجموعة واسعة من القضايا بداية من التوقعات القائمة حول كيف يجب على النساء والرجال التحدّث حتى القيود المفروضة على وصول المرأة إلى صور الحديث العامة وتقسيم “العمل” الحواري بين طرفي الحديث، وتمثلات الذكورة والأنوثة في وسائل الإعلام، وغير ذلك من قضايا.يبحث الجزء الأول والمعنون بـ”التمهيدات بث الصور النمطية والنماذج المبكرة في بعض الأعمال المبكرة التي دارت حول الفروق بين الجنسين في استخدام اللغة كما يبحث القوالب النمطية عن النساء.وتوفّر فصوله الثلاثة مقدّمة تعريفية بالأعمال المبكرة في هذا المجال وتمييزه المحوري، بل والإشكالي بين الجنس والجندر يقدم الجزء الثاني المعنون بـ”التفاعل بين النساء والرجال” مجموعة من الدراسات حول التراث الإمبيريقي الأنجلو أمريكي الذي يدور في إطار ما يُسمى غالباً بإطار الاختلاف والهيمنة.ويغطّي هذا الجزء البحث في جوانب محدّدة من التفاعل المنطوق، بما في ذلك الادعاءات التي تم طرحها حول الفروق بين الجنسين بشكل مفصل ينتقل الجزء الثالث المعنون بـ”الخطاب والجندر: البناء والأداء”، إلى المنظورات النقدية حول الجندر واللغة والجنس يقدم هذا الجزء الختامي مقاربة متناقضة في دراسة اللغة والجندر، مقاربة ترتكز على خلفية نظرية مختلفة وتطرح أنواعاً متباينة من الأسئلة.