عن الكتاب
كانت قضية فلسطين ـ وستبقى ـ القضية المركزية للأمتين العربية والإسلامية ولمسيحيي الشرق، لا سيما وأن فلسطين كانت منذ فجر التاريخ منطقة عربية، تلاقت فيها الأديان والشرائع السماوية بشكل حضاري وآمن.لقد شهدت فلسطين في ظل الحكم الإسلامي والعربي، نظاماً حضارياً وعادلاً بحق جميع المواطنين والرعايا من مختلف الأديان والشرائع السماوية، أو من مختلف الولايات والبلدان، ولم يشهد التاريخ العربي والإسلامي اضطهادات بحق غير المسلمين أو غير العرب، بل إن المضطهدين في جميع الدول والامبراطوريات الأجنبية، كانوا يلجأون إلى أراضي الدولة العربية والإسلامية، بما فيه فترة العهد العثماني (1516 ـ 1917) وفي مقدمتهم يهود أوروبا والولايات المتحدة الأميركية الذين كانوا يعاملون معاملة عنصرية على أساس الدين والعقيدة والأصول.ومن الأهمية بمكان القول، إنه بالرغم من عدالة الدولة العربية والإسلامية، فإن دول الغرب تآمرت على البلاد العربية قاطبة، وحرصاً على إضعاف الدولة العثمانية وتفتيتها وتقسيمها مقدمة لانشاء الوطن القومي اليهودي في فلسطين، ومقدمة لاضعاف الوطن العربي وتجزئته وتفتيته ضماناً لاستمرار الكيان الصهيوني في فلسطين، وضماناً للمصالح الأميركية والغربية قاطبة.إن هذه الدراسة “القضية الفلسطينية بين التعريب والتدويل” 1918 ـ 1948، تكشف الكثير من الحقائق التاريخية عن المؤامرة الكبرى على عروبة فلسطين في عصر الاحتلال البريطاني الذي أسهم اسهاماً أساسياً في تهويد فلسطين واحتلالها من قبل المنظمات الإرهابية الصهيونية.