عن الكتاب
وتركوا العالم الأرضي وانتقلوا للعيش في هذه العوالم المتنوعة كلٌّ حَسَب تطوّره الروحي. وقد أشار القرآن الكريم لهذه الحقيقة في قوله: (ولا تحسبنَّ الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياءً عند ربّهِم يُرزَقون). فبدأتُ أبحث عن أخي الذي توفيّ وهو شابٌ نتيجة المرض، فوجدته وتكلمتُ معه وأخبرني أنَّه بخير ومستمتع جداً في هذا العالم، فقد زال عنه المرض وهو الآن بصحةٍ جيّدة، وأنّه يرانا ويتابع أخبارنا وأوصاني برعاية أطفاله الصّغار. ثمَّ بحثت عن والدي المتوفي فوجدته وجرى بيننا حوارٌ جميل، واستمريتُ ألتقي بأقاربي وأصدقائي المتوفيين، وبأقرباء أصدقائي وأنقلُ لهم رسائل، وقد كانت تلك التجربة ممتعة متعةً ما بعدها متعة.وبعد فترة قررتُ أن أستقصي هذا الأمر وأبحث عن كُتَّابٍ قد مروا بنفس تجربتي هذه وكتبوا في هذا الموضوع، فبحثتُ في الإنترنت عن كتب تتحدث عن هذه العوالم، واهتديتُ إلى مجموعة من الكتب تعود إلى الجمعية الثيوصوفية (جمعية الحكمة الإلهية) تتحدث بالتفاصيل المسهبة عن هذه العوالم من خلال كتَّابها الذين كانوا من متدربي اليوغا وممارسي التأمل وقد اكتسبوا قدرة الاستِبصَار في العوالم الأخرى، فكانوا يدخلون إلى كل عالم من تلك العوالم ويلتقون بساكنيه ويسألون عن مواصفاته ويدونون ما رأوا وما سَمِعوا، فألَّفوا الكثيرَ من الكتب عن هذه العوالم وعن أجساد الإنسان في هذه العوالم. ومن خلال بحثي هذا واتتني فكرة بأن أنقل هذه المعرفة المجهولة بالنسبة لمجتمعاتنا العربية من خلال تجاربي وما كُتبَ عنها في مؤلفات الجمعية الثيوصوفية إلى القارئ العربي، لتكون دليلاً لمن شاء أن يطَّلع على هذه المعرفة.