عن الكتاب
هذا الكتاب كان أول ظهور له عام 1725م باللغة الإيطالية القديمة ومنذ ذلك الحين لم يترجم إلى اللغة العربية وأخيرا نقلناه لكم لأنه كتاب يزخر بكنوز المعرفة القديمة ويربطها بالمعرفة الحديثة مرورًا بمخاض القرون الوسطى القاسي والمتوحّش، يتّخذ من التاريخ كتجربة حياتيّة عاشها البشر منذ الطوفان إلى يومنا هذا مصدر إلهامه ومنهج تحليله.بقراءته الجديدة للتاريخ بأساطيره وخرافاته وشخصيّاته الخيالية يصل فيكو إلى قناعته الراسخة بأنّ تلك الأساطير تسرد الحقيقة، وعلينا أن نفهمها وننظر إليها كما كان ينظر إليها الأقوام الذين ابتدعوها أي أنّها الحقيقة الوحيدة التي كان بإمكانهم استيعابها، ولكي ندرك هذه الحقيقة علينا أن ننزل من علياء فكرنا الفلسفي وأن نترك غرورنا المعرفي وأن نكتشف طفولة العالم بالغوص في تلك الطفولة دون التأويلات الخاطئة التي تصنعها فلسفتنا الباطنيّة.بربط تاريخ الإنسان بكلّ المكوّنات التي تؤثّثه والتي تناولها فيكو في الكتاب الثاني حول المعرفة الشعريّة، ميتافيزيقا وأخلاق واقتصاد وكسموغرافيا وفلك وجغرافيا، وبتحليلها من خلال فقه اللغة وعلم الاشتقاق تمكّن المؤلـّف من الخروج “بعلم جديد” يصحّح الكثير ممّا سبقه من أخطاء ومن تأويلات اعتباطيّة لا تستند إلى براهين تاريخيّة أو فقهيّة.