عن الكتاب
ظلت نصوص جيرار كارامارو دائماً موسومة بتصوف غامض لا يمكن المسك به، برغبة عارمة ودأب على الإدراك والرؤية (الضوء دائماً!) وفي نفس الوقت، بإرادة معرفة كنه الذات وجوهرها والرغبة في تجاوزها. أريج الميتافيزيقي المستحم بالشعر ينهمر فيما بين صفحاته. كثيرون هم القراء العاديون أوالأكثر ثقافة الذين يجدون أنفسهم بكثير من البهجة في رؤاه المحلقة.في تلك الليلة، وقبل رحيل لوسيل، روى لنا الشيخ حكايات وخرافات تمثل وفقاً لرأيه، محور المتخيل، قطب الأحلام والرؤى البشرية. كنا لوسيل وأنا، الجاثمين وأصابعنا متعانقة ونظراتنا مثبتة على جمرات النار المتوهجة، نحلق في رحلة سعيدة.كانت نبرة صديقنا الصارمة والواسعة تحملنا عبر القرون إلى ذروة الحب ومعرفة الذات. على امتداد الحكايا، كنا ترانا نقطة الالتقاء الوحيدة لهاته المحبات الماضية القديمة، الأسطورية أوالإنسانية إلى حد بعيد. لوسيل وأنا كنا ذينك العاشقين اللذين لم يقدر شيء على تفريقهما وخاصة الموت.كنا مترعين برؤيا تلك العليقى المنبجسة من قبر أحدنا كي تغور في قبر الآخر المجاور. نحن مقترنان بعيداً عن الحياة والموت بواسطة مصفاة ما أوقدر سحري. نحن الجسد البشري لآلهة الحب الكبرى، غايتنا الوحيدة هي الاتحاد، ماذا قلت!الاندماج!