عن الكتاب
فكرت طويلًا ومليًّا في كيفية تسمية هذه السمة، وكنت أعلم أنه يجب عليَّ عدم تكرار خطأ خلط تلك الحالة بحالة الانطوائية، والخجل، والكبت، والعديد من الأسماء الخاطئة التي أطلقها علينا المعالجون النفسيون وغيرهم. فلا يوجد بين هذه الأسماء وصف للصفات المحايدة عن حالتنا، التي تحمل قدرًا أقل من السلبية، فـ "الحساسية" تعبر في الحقيقة عن القابلية لمواجهة المحفزات؛ لذا يبدو أن هذا هو الوقت المناسب لمواجهة الانحياز ضد ذوي الحساسية المفرطة عن طريق استخدام هذا المصطلح بطريقة جيدة لصالحنا. ومن ناحية أخرى، فإن كونك "مفرط الحساسية" يعتبر أي شيء سوى الإيجابية لدى البعض. وبينما أجلس في منزلي الهادئ أكتب هذا الكتاب، في وقت لا يتحدث فيه أحد عن هذه السمة، سأصرح بشيء ما: إن هذا الكتاب سيتسبب في المزيد من النكات المؤلمة والتعليقات السخيفة عن ذوي الحساسية المفرطة، وهناك جهد كبير مبذول من علماء النفس في حالة الحساسية المفرطة، تمامًا كهذا الجهد المبذول في قضايا النوع البشري، الذي يتم الخلط بينه وبين حالة الحساسية المفرطة. (هناك العديد من الذكور والإناث الذين يولدون بسمة الحساسية، ولكن من المفترض ألا يمتلك الذكور هذه السمة، في حين يفترض أن تكون هذه السمة موجودة لدى الإناث. وهكذا يعود هذا الخلط بالضرر على كلا الجنسين)؛ لذا يجب عليك التأهب لما ستواجه، فعليك الدفاع عن حالتك كشخص حساس، وعن معرفتك الناشئة عنها، عن طريق تجنب الحديث عنها، عندما يبدو أن هذا هو الخيار الأمثل. وفي الأغلب، عليك أن تنعم بمعرفة أن هناك العديد من الأشخاص الذين يفكرون التفكير نفسه في البيئة المحيطة بك. ولم يتسنَّ لنا كأشخاص مفرطي الحساسية أن نتواصل من قبل. ومن المفترض أن نتواصل في الوقت الحاضر، وسنتعاون مع مجتمعاتنا لتحقيق أفضل النتائج؛ حيث إنني سأتناول بإسهاب في الفصول الأول، والسادس، والعاشر أهمية دور ذوي الحساسية المفرطة في مجتمعاتهم.