عن الكتاب
أخبرتْني أمِّي ذات مرة: «إنَّها لحقيقةٌ مُحزِنة عن الحبِّ الحقيقي. تحبُّني الأغنام حبًّا جمًّا، ولهذا السبب أنا قادرةٌ على التسبُّب لها في الألم. فالحبُّ هو السبيل الأقل قدرة على المقاومة، أفهمتِ عليَّ؟ يتطلَّب الأمر كثيرًا من المجهود والعناء لإيذاء شخصٍ لا يثق بك، أو يخاف منك. أو يكرهك. بينما الحبُّ يشرعُ الأبواب على مصاريعها، ويُفسِحُ الطريق لكلِّ صنوف الرُّعب والفظائع بالدخول. لذلك لا تَجفلُ الأغنام مني عندما آتيها بشيءٍ مزعج».ثمَّ أخذَت يدي بينَ يديها، واستحالَ وجهُها جادًّا وَرَصينًا: «الأمر نفسهُ ينطبقُ عليكِ. سوفَ تفهمين كلامي هذا عندما تكبرين. سوفَ تعلمين أنَّكِ أكثر أمانًا بالقُرب من الأشخاص الذين لا تثقين بهم ولا تُحبِّينهم. إنَّ حارسَكِ في الأعلى، أتفهمينني؟ كلَّما أحببتِ شخصًا أكثر، باتَ أخطرَ عليكِ. وكلَّما أحببتِ شخصًا أكثر، كنتِ أكثر استعدادًا لإبراز حنجرتكِ له».هذه الرواية ليست مُجرَّدَ إعادة سَردٍ مُعَاصِرٍ للأسطورة اليابانيَّة «الزَّوجةُ الكُركيُّ/Tsuru Nyōbō» التي تروي كيف تغدو العلاقات العاطفية مؤذية إذا مَسَّها الجَشعُ، بل هي حكايةٌ فانتازية ديستوبية شِعرية، غارقة في الواقعيَّة، ومحبوكة بالاستعارات والصور والحبِّ العائلي والتَّضحية. تتوغَّلُ «كيلي بارنهيل» -الحائزة على عدَّة جوائز عالمية- في أعماق النفس البشرية، والأسطورة وعواقب الإساءات الجسديَّة والعاطفيَّة التي تتركُ آثارًا أُسريَّةً مروِّعةً قد لا تزولُ.