عن الكتاب
يعود الإهتمام الغربي بشبة جزيرة قطر إلى وقت مبكر من وصول البرتغاليين إلى مياه الخليج العربي، إذ تُشير بعض المصادر إلى أمر تلقاه القائد البرتغالي دوم جونكالو دي سيلفيرا، قائد الأسطول البرتغالي في منطقة الخليج العربي، لأسطوله بالتوجه للسواحل القطرية، إذ أمر بقصف المدن القطرية على طول الساحل في المدة من سبتمبر 1627 وحتى 28 أبريل 1628، فأحرق بأسطول مكون من ست سفن بعض القرى في ساحل قطر، ودمر ما رآه من السفن المحلية الراسية في تلك المواني، وكافة مواطن العمران على الساحل.كذلك تشير وثيقة برتغالية أخرى إلى أن بالاستار دي سوسا دي منز، الضابط البرتغالي المكلف بتقديم خدماته لدعم باشا القطيف، شارك في المدة من 1626 إلى أبريل 1630 في تدمير عدد من القرى التي كانت قائمة على الساحل القطري.وكانت المصادر الأوروبية قد بلورت فكرة واضحة عن شبه جزيرة قطر منذ بداية القرن السادس عشر، وإن كانت قد بدأت تظهر في الرسومات البحرية على أنها مدينة أكثر منها إقليم.يستعرض هذا الكتاب بعض الرحالة الذين ربطتهم علاقة بقطر، سواء بالزيارة أم بالكتابة عنها، باعتبار أن كتاباتهم تُعدّ مصدرًا مهمًا من مصادر كتابة تاريخ قطر، وذلك بالتعريف بهم وبرحلتهم وعلاقتهم بقطر، إذ ليس من أهداف هذا الكتاب تقديم صورة قطر في كتابات الرحالة المسلمين أو الغربيين.يسبق ذلك تمهيد يقدم لمحة جغرافية تاريخية عن قطر وقبائلها ولغتها، ومسرد تاريخي لأهم الأحداث المؤثرة في تاريخها حتى بروز أسرة آل ثاني وتسلسل شيوخهم، حكام قطر وأمرائها، وصولًا إلى الأمير الحالي الشيخ تميم بن حمد.