عن الكتاب
“الموتُ ليسَ مملًّا بالضَّرورة”.هذا ما تفتتحُ به الكاتبة والصحفية الأميركية (ماري روتش) كتابَها المشوِّق، فتتقصَّى وتناقشُ في سياقٍ تاريخيٍّ وأخلاقيٍّ ومنطقيٍّ، وعلميٍّ كذلك، إنْ كانَ الأجدر بالجثث البشرية تقديم خدماتها للحياة البشرية بدلًا من الاكتفاء بالاستلقاء على ظهورها متيبِّسةً، ومتحلِّلةً ببطءٍ وكسل.تأخذنا الكاتبة المثابرة في رحلة عجائبية ومثيرة، ومقززة أحيانًا، لتطلعنا على خلاصة ألفي عامٍ من استغلال الجثث البشرية في الدِّراسات الطبية التشريحية، والتحقق من الادعاءات التاريخية والدينية، وتطوير العلوم العسكرية، وصناعة السيارات والطائرات والأبحاث الكثيرة المذهلة، والمريبة، التي تحاول كلُّها التوصل إلى طريقة مُثلى للتخلص من الجثث البشرية على نحو مفيدٍ وعمليٍّ، ناهيك عن الأبحاث التي تتطرَّق إلى أصل الرُّوح وأين تكمن من الجسد؛ وصولًا إلى علم زراعة الأعضاء الذي حقَّق طفراتٍ مذهلةً في القطاع الطبي بما يعود بفائدةٍ لا تقدر بثمن على البشرية.كما لا يخلو الكتاب من الطرافة والفكاهة التي تعتمدها الكاتبة، لا سيما أمام موضوع أكل اللُّحوم البشرية وثقافات الشعوب السَّالفة بممارسةِ طقوسٍ علاجيةٍ مستخدمةً أعضاء أو مستخلصاتٍ بشرية بشكل لا يتخيَّله العقل. إنَّه باختصار كتابُ فضول علمي في جزء منه، وطموح استكشافي في آخر، كما لا يخلو من التشويق والاستفزاز والغرابة المفرطة؛ ما يجعله مادةً دسمةً لعشَّاق كتب الرعب ومواضيع الإثارة.