عن الكتاب
يهدف هذا الكتاب إلى التعريف بالجماليات التي لا يخفى على أحد مدى الاهتمام الذي كانت ولاتزال تحظى به إلى اليوم ؛ فهي تغطي حقلا معرفيا وقيميا في غاية الأهمية، يجمع بين ماهو فلسفي وماهو علمي، بين ماهو جمالي وماهو أخلاقي، كما يجمع بين ماهو حضاري وماهو ثقافي… إذ تقارب موضوعات تنصب على كل ماله صلة بالمعرفة بوجه عام ، من تصور وإدراك وحدس وتمثل وحكم وذاتية وموضوعية وشك ويقين … وتمتد لتعالج موضوعات ذات صلة بالسلوك والممارسة ، وبمواقف الذات من الوجود والحياة بكيفية العناية بمظاهرها وتجلياتها وسبل عيشها.لا عجب أن نجد لها في حقل المعرفة ، مرادفات كثيرة تعكس تنوع وتعدد الموضوعات التي تعنى بها. فهي فلسفة الفن، وهي علم الجمال ، وهي نقد ملكة الحكم ، وملكة الذوق، وهي نظرية الجمال والجميل ، وهي دراسة الظواهر الحسية وعلم الإدراك الحسي ، والمعرفة التي تعنى بالأحاسيس والمشاعر والعواطف ومقاربة اللذة والمتعة والسرور والغبطة والخوف والرهبة والتقدير والإجلال والتقديس.. وهذه كلها مفاهيم تحيل على نشاط إنساني ضارب بجذوره في أعماق النفس الإنسانية ويمتد عبر التاريخ ؛ نشاط مافتئ الاهتمام به يزداد يوما بعد يوم، ألا وهو الفن؛ خصوصا في زماننا المعاصر الذي أضحى فيه إضفاء الطابع الجمالي على العالم سمة مميزة له.