عن الكتاب
بين يدينا الطبعة الثانية من كتاب «الجراح تشهد: مذكرات طبيب في زمن الحصار» (بيروت 1982) للكاتب الدكتور فايز رشيد، أما قصة أحداث هذا الكتاب والتي لم يذكرها الكاتب في الطبعة السابقة فتتلخص فيما يلي:يقول الدكتور فايز رشيد: أوجعتني حدود الافتراش للعقل والقلب، تلك المعاناة الماثلة أمامي حتى اللحظة في عيون …الأطفال والنساء والشيوخ والعديد من الشباب الجرحى من ذوي الإصابات المختلفة ممن رأيتهم رؤية العين، بفعل البشاعة في الجرائم والمذابح والاعتداءات… كان لا بدّ من التعبير عن هذه المعاناة ونقلها إلى القرّاء، وهكذا ولدت فكرة الكتاب…ويتابع الكاتب في (مقدمة) الكتاب: إن الشهادات الواقعية الحيّة التي يتعرض لها هذا الكتاب، تعتبر دليلاً جديداً يضاف إلى سلسلة الجرائم التي ارتكبتها “اسرائيل” (منذ إنشائها) بحق شعبنا الفلسطيني وعموم جماهيرنا العربية، تبين لنا بوضوح كامل الجوهر الحقيقي للحركة الصهيونية، والمتمثل في كونها حركة عنصرية، نازية جديدة، عمادها الأساسي هو العنف والقتل والتدمير والنهب والتشريد.قدم للكتاب في طبعته الأولى الدكتور جورج حبش/ مؤسس والأمين العام الأسبق للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ومما جاء فيها: “… هذا الكتاب يتحدث عن نماذج… عن شهادات حية. عن حالات عوينت وعولجت في فترة المعارك التي سبقت خروج قوات منظمة التحرير الفلسطينية من بيروت. فالدكتور فايز واضع هذا الكتاب طبيب فلسطيني أمضى وقته أثناء الحرب الإسرائيلية الفلسطينية في معالجة المصابين الذين نقلوا إلى مستشفى غزة ومدرسة “الهايكزيان” التي حولت كميثلاتها من المدارس البيروتية إلى مستشفى ميدان… الحالات المستعرضة تتحدث عن مأساة الشعب الفلسطيني…تتحدث عن قصته مع الأعداء وقصته مع الأصدقاء. تجدون طفلة طُرد أهلها من فلسطين بعد نكبة عام 1948 فسكنوا تل الزعتر الذي دُمر وقُتل الآلاف من سكانه على أيدي الفاشيين الإسرائيليين في عام 1976 واضطرت للهجرة مع من تبقى من سكان تل الزعتر، فتصاب الطفلة بعد ذلك بشظايا قنبلة إسرائيلية ألقيت على المدنيين في منطقة الدامور.مسلسل من التشرد والملاحقة والتعذيب والقهر. هذا هو المخطط المرسوم ضد شعبنا. وهذا ما يسجله الدكتور فايز في كتابه هذا… ولن تموت قضية عادلة طالما بقي مناضلون يسعون في سبيلها”.