عن الكتاب
كان روبرت كليتن أيمز ضابطاً كفؤاً متميزاً. الذين يعرفونه من أفراد وكالة المخابرات الأمريكية يعتقدون أنه أدّى واجبه على أكمل وجه ممكن لأنه يجيد الإصغاء ويتسم سلوكه بالبساطة. لقد كان أمريكيًّا كلاسيكيًّا بكل ما للكلمة من معنى، ومثاليًّا طيباً منفتح العقل كشخصية جيمي ستوارت. لم يكن يعتري شخصيته أيّ شيء …شائب زائف أو منافق، وهو متحرر من الأحقاد والرّاوسب. وكما وصفه ضابط في الوكالة: “أنّه يمثّل شخصية الأمريكي، لكنّه لم يكن قبيحاً أو عربيداً”. كان الأجانب الذين عرفوه جيداً يكنّون له كلّ الاحترام.قال إنكهارت، وهو ضابط عمليات خدم برفقة أيمز، أمام ضريح بوب أيمز بينما كان رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحق رابين وياسر عرفات رئيس منظمة التحرير الفلسطينية موجودين في البيت الأبيض يستعدّان للتوقيع على اتفاقية سلام بحضور الرئيس الأمريكي بيل كلنتون: “كنّا جميعاً نحسّ بشعور خفيّ من البهجة. فبالنّسبة إلينا نحن الذين أمضينا حياتنا وسط عاصفة الصراع العربي الإسرائيلي، كان احتفال البيت الأبيض علامة إيجابية. لقد حصل الطرفان على كلّ ما يبغيان حسب اتفاقيات أوسلو، أو هكذا تصوّرا. كان لديّ شعور معين في ذلك الوقت أنّ تضحيات رفاقنا الرّاحلين لم تذهب أدراج الرياح، وأنّ الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني قد اطلق كل منهما رقبة الآخر بعد أنّ كانا يحكمان القبض عليهما، وأنّهم جميعاً إخوة وأخوات”.يروي هذا الكتاب قصة بوب أيمز، أحد الذين ساهموا في الخفاء ولسنوات طوال لتمهيد الطريق أمام اتفاقية السلام المذكورة. فمن فيلادلفيا إلى محطة كاكَنيو للتنصّت في إرتريا، إلى الظهران فعدن فبيروت، يروي الكتاب أحداث استقلال اليمن الجنوبي وأيلول الأسود والاجتياح الإسرائيلي لبيروت وخروج منظمة التحرير الفلسطينية منها، وما تبعه من مجزرة صبرا وشاتيلا، مع تسليط الضوء على شخصيات أثَّرت في الأحداث من أمثال علي حسن سلامة ومصطفى زين وعماد مغنية وعلي رضا أصغري وما يزعم من دور للأخيرين في تفجير السفارة الأميركية في بيروت عام 1983.