× ×

كتاب الباش كاتب pdf

كتاب الباش كاتب

عدد التقيمات : 0
المؤلف
قسم
اللغة
العربية
الصفحات
201
حجم الملف
MB 3.37

عن الكتاب

كما وصفه في جهة أخرى بصاحب السجار( الكوبي العريض ) و الويسكي الفرنسي الرفيع، الكاتب هو من كتب استقالة أو اقالة الحاكم تحت غليان الشارع كالبركان، و يمكن اعتبار شخصية الحاكم كشخصية رابعة لكنها ثانوية، سرد لنا الروائي على لسان ذلك الكاتب كيف كان يكتب و ينمق كل خطابات الحاكم، حيث عرض بعض ما كان يحدث في كواليس السلطة و قصر الحاكم، و يصف لنا هواجسه الصعبة بعد ذهاب الحاكم، و يُسقط حالته على كاتب معروف في التاريخ كيف تخلص منه الحاكم بعد انتهاء صلاحيته ربما خوفا من أن يبوح بالأسرار التي يحملها في جوفه. الشخصية الثانية ( بوب مارلي ) و هو ليس اسمه الحقيقي، لكنه اسم يحمل في طياته فكر ذلك الفنان المغني المشهور عالميا، أغانيه عن الحب و الحرية و التحرر من استبداد الحكام،أحداث القصة تُظهر لنا مدى تأثره بهذا الفنان إلى أن أصبح يردد بعض أغانيه بقيثارته و كيف كان يقول كلمات إلى أن صارت من الشعارات التي يرددها الكثير من الشباب في المسيرات، و تتطور الأحداث إلى أن يتم القبض على بوب مارلي في احدى المسيرات التي تندد بالطغيان و الاستبداد. الشخصية الثالثة و هي شخصية الدا المولود، و ما تحمله من إيحاء للثقافة الأمازيغية التي تعشق التحرر من الهيمنة و العبودية للسلطة الفاسدة، و فيه اشارة و تلميح لبعض أفكار الكاتب الجزائري الراحل ( مولود معمري ) صاحب الفكر التنويري . في الرواية الكاتب يحلل شخصية أبطاله بأسلوب التلميح و الاشارة و الإيحاء، مع سرد بعض أمورهم الشخصية التي تساهم في ادراك أبعاد الرواية،كذلك في مواقفهم و أفعالهم في السرد الروائي،استعمل هذه الطريقة لاجتناب الوقوع في تلك المباشرة المُمِلة التي تجعل النص الأدبي جافا من عنصر العاطفة الحية و الضروري لإثارة وجدان القارئ و جذب انتباهه و اشعال انفعاله مع أحداث الرواية. يرى بعض الكُتّاب أن الوقت لم يحن بعد لكتابة الروايات عن الحراك الجزائري الذي أنطلق منذ أشهر معدودة، و السبب في ذلك عدم نضوج الفكرة بما يكفي، بالتالي لم يحن بعد موسم قطفها، و يلزم بعض الوقت لينفعل أهل الإبداع بتلك القضية الحساسة جدا، ليبدعوا فيها و يكون الإبداع في قمته، لكن من خلال هذه الرواية، الروائي ( في رأيي ) أفلح لحد بعيد في الإلمام بقضايا الحراك الوطني و هو بدايته، نلمس ذلك جيدا من خلال السرد الروائي و ما فيه من اشارات قوية و تلميحات عديدة، يمكن اعتبارها كأنها تأريخ بطريقة أدبية غير مباشرة لتلك الأحداث، التي أراد الروائي تسجيلها في روايته بطريقة أدبية و بأسلوبه الخاص، ليجدها القارئ في المستقبل القريب أو البعيد عند قراءة هذه الرواية، الروائي أنفعل كثيرا بتلك الأحداث، لهذا نقلها لنا من خلال خياله الخصب و هو يحمل في أعماقه هاجس ضياعها في مهب النسيان، لهذا هو يرى وجوب تسجيلها، و فتح المجال لكُتاب الرواية للكتابة في موضوع الحراك الوطني في المستقبل القريب، و الرواية في بعض الأحيان تقول ما لا يقوله التاريخ في المستقبل. في نهاية الرواية سجل الروائي تاريخ نهاية كتابته للرواية ( 02 أفريل 2019 ) و عُمر الحراك حينها لم يصل بعد لمدة شهرين، في هذا دليل انفعال الروائي و تفاعله بأحداث الحراك و ما يحمله من هواجس الحرية و التحرر من الفساد الذي ينخر البلاد بطولها و عرضها، و لا أرى أنه تسرّع في سرد تلك الأحداث كما يعتقد البعض، و الدليل حيوية ذلك السرد الروائي القصصي وحنكة الكاتب السردية في الوصف و التحليل و سرعة تأثر القارئ بالأحداث و تجاوبه معها بسهولة و يسر و بعمق، بل أرى في رأيي المتواضع أن يتبع الروائي هذه الرواية بجزء ثاني أو ربما يجعلها ثلاثية كما بفعل بعض الروائيين، ذلك خاصة أن الحراك حيوي جدا و متواصل و حدث فيه الكثير من الأحداث و التغيرات التي يجب أن تسجّل في قالب أدبي روائي جذاب. و المتتبع للسرد الروائي يجد ذلك التعطش الكبير للحرية المغتصبة و التحرر المنشود، ذلك الحراك جعل الروائي يثور بقلمه و يفجّر ما في جوفه و أعماقه من ظمأ لكسر العبودية، كأنه كان على استعداد لذلك الموضوع و أتته اشارة الانطلاق من الواقع، فكانت تلك الأحداث الواقعية كالشرارة التي فجّرت ما في فكره من فكر حر، تدفق كالسيل الجارف و هو يجرف القديم الفاسد و يحاول تشييد الجديد النافع، و معروف عن هذا الروائي شدة نقده بلا هوادة للجمود الذي يكبل فكر الأمة، و عمله الدؤوب على كسر القيود و الدعوة للتنوير المفقود، لهذا اغتنم الروائي هذه الفرصة الذهبية التي يخشى أن لا تتكرر ليكتبها و يسجلها في قالب أدبي مميز فأنتج لنا تحفة ( البَاش كَاتِب ) كشهادة و تأريخ أدبي لفترة معينة من تاريخ الجزائر المعاصر، كما اشتمل السرد على معلومات كثيرة من التاريخ القديم و المعاصر، التي تدل على سعة اطلاع الكاتب وغزارة معلوماته، يذكرها في استطراد قصير ثم يعود لسرده الروائي دون الخروج عن صلب الموضوع و أدبيته، مستعملا في ذلك أسلوبه السردي المميز بالتحكم في انفعالاته الكثيرة ببعض العقلانية التي مكّنته و ساعدته في توجيه سرد الأحداث بما يخدم الأدبية في روايته و هذا رغم كتابته لروايته في فترة وجيزة ما بين 22 فيفري بداية الحراك و 02 أفريل. و لا نكاد نجد في الرواية صور بيانية تجمّل ظاهر السرد، ذلك لاهتمام الكاتب بالأفكار و عمقها و تفضيله للمعنى على المبنى، رغم ذلك لم بفقد نصه الأدبي كل الجمال. ---------- غريبي بوعلام / الجزائر. 
الباش كاتب

عن المؤلف

أمين الزاوي

أمين الزاوي من مواليد 25 نوفمبر 1956 ببلدة مسيردة بولاية تلمسان، حيث تلقى دروسه الإبتدائية، قبل أن يزاول دراسته بثانوية الشهيد الدكتور بن زرجب بقلب مدينة تلمسان، ثم ينتقل إلى جامعة وهران ليتحصل على شهادة الليسانس من معهد اللغة والأدب العربي، مما أهله وساعده للإلتحاق بجامعة دمشق لينال شهادة الدكتوراه في الأدب عن أطروحته حول موضوع: «صورة المثقف في رواية المغرب العربي».  

عرض المزيد

التقييمات

نحن نهتم بتقيمك لهذه الدورة

كن اول شخص يقوم بتقيم هذه الدورة

ممتاز
0 تقييمات
جيد
0 تقييمات
متوسط
0 تقييمات
مقبول
0 تقييمات
سئ
0 تقييمات
0
0 تقييمات