× ×

كتاب الإمتاع والمؤانسة pdf

كتاب الإمتاع والمؤانسة

عدد التقيمات : 0
اللغة
العربية
الصفحات
412
حجم الملف
MB 4.00

عن الكتاب

ثم طلب أبو الوفا من أبي حيّان أن يقص عليه كل ما دار بينه وبين الوزير من حديث فأجاب أبو حيان طلب أبي الوفاء، ونزل على حكمه، وفضل أن يدوّن ذلك ليشتمل على كل ما دار بينه وبين الوزير من دقيق وجليل وحلو ومر، فكان من ذلك كتاب "الإمتاع والمؤانسة" والكتاب ممتع على الحقيقة لمن له مشاركة في فنون العلم، فإنه خاض كل بحر، وغاص كل لجّة، وابتدأ أبو حيّان كتابه صوفياً وتوسطه محدثاً، وختمه سائلاً ملحفاً. قسم كتابه إلى ليالٍ، فكان يدون في كل ليلة ما دار فيها بينه وبين الوزير على طريقته قال لي وسألني وقلت له وأجبته. وكان الذي يقترح الموضوع دائماً هو الوزير، وأبو حيّان يجيب عما اقترح. لذا كانت موضوعات الكتاب متنوعة تنوعاً طريفاً لا تخضع لترتيب ولا تبويب، إنما تخضع لخطوات العقل وطيران الخيال وشجون الحديث، حتى لنجد في الكتاب مسائل من كل علم وفن، فأدب وفلسفة وحيوان ومجون وأخلاق وطبيعة، وبلاغة وتفسير وحديث وغناء ولغة وسياسة وتحليل شخصيات لفلاسفة العصر وأدبائه وعلمائه وتصوير للعادات وأحاديث المجالس، وغير ذلك مما يطول شرحه. وفي الكتاب النص الوحيد الذي كشف لنا عن مؤلفي إخوان الصفا، وقد نقله القفطي منه، إذ كان الوزير قد سأل أبا حيّان عن هذه الرسائل ومن ألفها. وأسلوب أبي حيان في الكتاب أسلوب أدبي راقٍ كعهده في سائر كتاباته. ويمكن القول بأنه وإن كان ألف ليلة وليلة تصوّر أبدع تصوير الحياة الشعبية في ملاهيها وفتنها وعشقها، فكتاب الإمتاع والمؤانسة يصوّر حياة الأرستقراطيين أرستقراطية عقلية، كيف يبحثون، وفيما يفكرون، وكلاهما في شكل قصصي مقسم إلى ليال، وإن كان حظ الخيال في الإمتاع والمؤانسة أقل من حظه في ألف ليلة وليلة.
الإمتاع والمؤانسة

عن المؤلف

أبو حيان التوحيدي

أبو حيان علي بن محمد بن العباس التوحيدي البغدادي، فيلسوف متصوف، وأديب بارع، من أعلام القرن الرابع الهجري، عاش أكثر أيامه في بغداد وإليها ينسب، وقد امتاز بسعة الثقافة وحدة الذكاء وجمال الأسلوب، كما امتازت مؤلفاته بتنوع المادة، وغزارة المحتوى؛ فضلا عما تضمنته من نوادر وإشارات تكشف بجلاء عن الأوضاع الفكرية والاجتماعية والسياسية للحقبة التي عاشها، وهي بعد ذلك مشحونة بآراء المؤلف حول رجال عصره من سياسيين ومفكرين وكتاب، وجدير بالذكر أن ما وصلنا من معلومات عن حياة التوحيدي بشقيها الشخصي والعام- قليل ومضطرب، وأن الأمر لا يعدو أن يكون ظنا وترجيحا؛ أما اليقين فلا يكاد يتجاوز ما ذكره أبو حيان بنفسه عن نفسه في كتبه ورسائله، ولعل هذا راجع إلى تجاهل أدباء عصر التوحيدي ومؤرخيه له؛ ذلك الموقف الذي تعّجب منه ياقوت الحموي في معجمه الشهير معجم الأدباء (كتاب) مما حدا بالحموي إلى التقاط شذرات من مما ورد في كتب التوحيدي عرضا عن نفسه وتضمينها في ترجمة شغلت عدة صفحات من معجمه ذاك، كما لّقبه بشيخ الصوفية وفيلسوف الأدباء؛ كنوع من رد الاعتبار لهذا العالم الفذ ولو بصورة غير مباشرة.

عرض المزيد

التقييمات

نحن نهتم بتقيمك لهذه الدورة

كن اول شخص يقوم بتقيم هذه الدورة

ممتاز
0 تقييمات
جيد
0 تقييمات
متوسط
0 تقييمات
مقبول
0 تقييمات
سئ
0 تقييمات
0
0 تقييمات