عن الكتاب
كانت المدرسة القورينية مدرسة فكر فلسفية، تأسست في القرن الرابع قبل الميلاد على يد أرستبوس القوريني (المتوفَّى في نحو 435 – 356 قبل الميلاد)، الذي كان يصرّح بأن اللذة الحسية هي الخير الأسمى والهدف الوحيد الجدير بالاهتمام في الحياة. عُرفت بأنها أول مدرسة في مذهب المتعة، وقد انتهت لتحلَّ محلها الفلسفة الأبيقورية الأكثر شمولاً.تتلخّص رؤية المدرسة القورينية المركزيّة في عبارة أرستيبوس القورينيّ: «أنا أمتلك، أنا لست مملوكاً»، ما يعني أنَّه يجب السعي وراء اللذّة، على ألّا ندعها تستعبدنا. في الواقع، كان القصد من السعي وراء اللذّة هو تشجيع الحرية الشخصية بقدر ما لم يكن المرء مرتبطاً بمهام الآخرين الفلسفيّة أو الثقافيّة، لكن يمكنه اتّباع مساره الخاصّ وتأسيس وجهة نظره الخاصّة عن معنى الحياة.أخيراً، يمكن لنا القول: إنّ أتباع هؤلاء الفلاسفة الثلاثة، الذين كانوا يُسمّون جميعاً بأسمائهم، طوّروا من معتقداتهم، في حين كانوا يعارضون تعاليم أبيقور التي كانت تكتسب رسوخاً. وكان أبيقور يؤكّد، مثله مثل أرسطو (384 – 322 قبل الميلاد)، أنّ الهدف من الحياة هو السعادة (الازدهار الإنسانيّ والرفاهية- أن تنعم بروح طيبة)، التي كان من المفترض أن نعيشها في حالة من الهدوء وغياب القلق (ataraxie)، فضلاً عن عدم وجود الألم (aponie). وكان يعتقد أنّ هذه الحالة تتحقق من خلال الاستمتاع بالملذات البسيطة، وإحاطة الذات بالأصدقاء، والانخراط في عمل مجزي.