عن الكتاب
والتعلم النشط هو عبارة عن اعتماد أسلوب جديد لنقل المعلومة من المعلم إلى الطالب، حيث يعمل المعلم على اكتساب المزيد من المهارات التي تساعده في عملية التعلم، كما أن التعلم النشط هو شكل من أشكال التعلم الّذي يسعى لإشراك الطالب في عملية التعلم بشكل مباشر أكثر من الطرق التقليدية الأخرى، التي يتركز دور الطالب فيها على الاستماع فقط، حيث يحاضر المعلم طوال الوقت، ويقوم الطلبة ببساطة بتدوين الملاحظات، بينما يركز التعلم النشط على جعل الطالب يقرأ ويكتب ويناقش، ويشارك في حل المشكلات، وينخرط في مهام التفكير العليا مثل التحليل والتوليف والتقييم، كما يسعى التعلم النشط إلى تحقيق الأهداف الثلاثة المشار إليها بالمعرفة والمهارات والمواقف. ويعتمد التعلم النشط على عدد من الاستراتيجيات وهي مجموعة قرارات يتخذها المعلم و تنعكس تلك القرارات في أنماط من الأفعال يؤديها المعلم و المتعلم في الموقف التعليمي. وتعد استراتيجيات التعلم النشط من أهم التحديثات العلمية والعملية التي تمت في هذه السنوات القليلة، فقد وفرت للطلبة والمعلمين طرقا جديدة ومبتكرة في توصيل المعلومات بطرق غير تقليدية، ولهذا فقد حققت استراتيجيات التعلم النشط الهدف الأساسي وهو تعليم الطلبة فن القيادة وكيفية الاعتماد على الذات في قيادة مصير حياتهم، كما أظهرت العديد من الدراسات. أن إدخال أنشطة تعليمية نشطة مثل المحاكاة، والألعاب، والمختبرات بدلًا من المحاضرات يؤدي إلى تعلم أعمق، وفهم أفضل، وذلك ضمن بيئة تعليمية نشطة ينغمس الطلبة خلالها في التجارب التي يشاركون فيها في البحث عن معنى، والعمل والخيال والاختراع والتفاعل والافتراض والتفكير الشخصي. ويدور هذا الكتاب حول جانب مهم من جوانب عملية التدريس وهي التعلم النشط. ويضم الكتاب عددا من الاستراتيجيات التدريسية الحديثة في مجال التعلم النشط، ومنها، استراتيجية المفاهيم الكرتونية، استراتيجية ورقة الدقيقة الواحدة، استراتيجية لعب الأدوار، العصف الذهني، وغيرها من المفاهيم الهامة التي تعين المعلم والمتعلم على ممارسة التعلم بشكل أكثر متعة وفائدة. والله نسأل أن يكون الكتاب إضافة جديدة للمكتبة العربية بصفة عامة والمكتبة التربوية بصفة خاصة. محمد عبد السلام