عن الكتاب
هل أنت مستعد لأن تصير مخترِقًا؟ربما يكون الاعتقاد الأول الذي يحضر في أذهان معظم الناس حينما يسمعون مصطلح “مخترِق” أنه هو الشخص الذي يسعى إلى استغلال العيوب في نظام الكمبيوتر أو الشبكات.على أية حال، هذا هو ما يهدف هذا الكتاب إلى مساعدتك على القيام به، فالشبكة الوحيدة التي تحاول أن تجد عيوبًا بها هي عقلك أنت.المدهش أن حوالي ٩٥٪ من أنشطة عقلك اليومية تكون غير واعية، فنحن نمتلك حوالي مائة مليار خلية عصبية ومائة تريليون وصلة؛ ولكننا لا نسيطر إلا على ٥٪ فقط منها.إن الحيل العقلية الخمس والأربعون الواردة في هذا الكتاب لن تمنحك فجأة القدرة على السيطرة على عقلك الباطن. سيكون هذا كابوسًا، فكون العقل الباطن لا شعوريًّا إنما هو لغرض معين، فآخر شيء ترغب فيه هو اضطرارك باستمرار إلى التفكير في وضع إحدى قدميك قبالة الأخرى في كل مرة تذهب فيها للمشي.ولكن هذه الحيل العقلية ستقوم بتسليط الضوء على بعض الأنشطة التي نؤديها دون وعي، وتظهر بعض الميول الخاصة بعقلنا الواعي، والهدف من ذلك هو مساعدتك على أن تصير أكثر إنتاجًا وأكثر إبداعًا، وتجعلك ترى بشكل أكثر وضوحًا السبب وراء قيامك بفعل معين دون غيره.الهدف من الكتاب ليس منحك رؤى عميقة عن كيفية عمل العقل، ولكن أن يقدم لك خطوات وتقنيات عملية يمكنك الاستفادة منها على أرض الواقع.كل الحيل العقلية الواردة في هذا الكتاب يمكن مطالعتها على نحو مستقل، وبالتالي إذا كنت ترغب حقًّا في الاطلاع عليها بصورة عشوائية فلا بأس في ذلك؛ ولكنني حاولت أن أعطيها ترتيبًا، لكي تعمل بشكل أفضل إذا قرأتها بتسلسل، فالقسمان الأولان يحتويان على طرق عامة لجعل المخ يعمل على نحو أفضل لأجلك، وأيضًا كيفية استغلال وقتك بشكل أكثر حكمة وكيفية أن تصبح أكثر إنتاجًا. بينما تُعْنَى الأقسام الثلاثة الأخيرة بكيفية التفكير بصورة أكثر تركيزًا وكيفية حل المشكلات بصورة أفضل وكيفية ابتكار المزيد من الأفكار.أحد أهم الأشياء التي ينبغي تذكُّرها هو مدى مرونة المخ؛ إذ يمكنك حقًّا تغيير طريقة تفكيرك وتصرفاتك، فليس هناك أشخاص بارعون في التحليل أو مفكرون مركزون وحالمون. فهذه صفات ينبغي أن تكون موجودة لدى الشخص، ولكنها ليست جامدة.