عن الكتاب
أحسب أن هذا الكتاب ينتمي إلى توجه جديد في النظرية الاجتماعية، لأنه يرتبط بشكل وثيق بعالم اليوم، عالمنا ذي “السرعة النقية”، الذي يعدك بأنك تستطيع أن تكون مَن تريد، فأثمن ما يمكن أن تفعله اليوم، هو تسويق ذاتك، وأن كل شيء قابل للتغيير، من الأنا وصولًا إلى الآلة!يرتكز الكتاب على فكرة محورية في عصرنا الحديث وألفيته الثالثة؛ انتهت الحتمية وأصبح في الإمكان إعادة اختراع كل شيء. إن كانت ملامحك لا تعجبك، فلا بأس. هل تعتقد أن مشاعرك مرسومة بوعي مرتبط بحياتك؛ أعد النظر في الأمر. وظيفتك وشركتك وحتى وطنك نفسه، كل هذا يمكن تصميمه من جديد، هناك كلفة لذلك، سأخبرك عنها!ما يميز هذا الكتاب هو اتكاؤه الحازم والرصين على أبحاث جديدة وإحصائيات دقيقة، وتحت دائرة الضوء لمدرسة زيجمونت باومان، لذا فإن دهشة القارئ ستزداد في أثناء قراءته هذا الكتاب، الذي يعيد إلى الضوء مرة أخرى، معنى السهل الممتنع، ويتجلى ذلك في ثرائه الهائل مقابل حجمه، واتساعه رغم مقياس موضوعه، ورسوخه التاريخي المتوقع رغم إصراره على السبر في عقد محدود.