عن الكتاب
لاشك أن (عماد) يملك قلبا من حديد..وإلا فكيف يستطيع شخص عاقل ومحتفظا بكامل أعصابه وقواه العقلية، أن يقف وسط هذه الأرض الخراب بعد منتصف الليل بساعة تقريبا في هذه الليلة المقمرة ،عاريا تماما من ملابسه يقوم بأفعال هستيرية وينادي بأعلى صوته وهو يقفز داخل دائرة كبيرة صنعها على الرمال، يوجد على محيطها وداخلها وخارجها رموز وطلاسم، بينما يقبض بكلتا يديه على شمعتين، ويتلو تعاويذ وأناشيد شيطانية، أمام ذلك الإناء الذي يضعه أرضا وبداخله حبوب نباتية غريبة ..إن هذه طريقة فعالة لجلب الشيطان ،أما عن السبب فهو أن (عماد) صار يكره البشر، ولو أن كل شخص كره البشر فعل مثل (عماد) لما صار هناك موضع قدم لبشري واحد علي الأرض..لقد كره زيف البشر ومداهنتهم وتبسمهم في وجهك بينما من داخلهم يضمرون لك الشر والحقد،كره تقيد الانسان بالحضارة التي تجعله يكبت داخله كل مظاهر الهمجية والتوحش ، بينما يمارسها علانية كل من لا يتقيد بدين أو بقانون..إن الإنسان لا يفعل الخطيئة لأنه يعلم أن هناك قانونا يردعه أو أن هناك دينا يحكمه ، لكن ماذا إن لم يكن هناك قانون أو لم يتحلى الشخص بالإيمان اللازم ؟ وقتها ستخرج كل الطاقات السلبية والنوازع المكبوتة بداخله ، سيطفو الشيطان الكامن بداخله..أليست النفس أمارة بالسوء؟!!