عن الكتاب
مكتفين بمناوشات محدودة ، وفى المقابل حشد الملحدون قوتهم الضاربة على الجبهة السهلة: جبهة الأخلاق التى كانت دوما أرضا خاصة بالمسلمين ، لا ينازعهم فيها أحد. وفى ذروة المعركة انتزع الملحدون ثوب الأخلاق الأبيض الذى اتشح به الإسلام عبر التاريخ ليغطوا به عوراتهم الفكرية والنفسية ، وأعلنوا فى زهو أن الإلحاد ثورة أخلاقية تهدف إلى نشر الإنسانية والتسامح والرحمة ، فصدقهم المنحرفون والساذجون. ولا تزال المعركة محتدمة بين الفريقين ، فى ظل خطوط إمداد لا تنقطع ، تنقل للملحدين عتادا بلا حدود من قوى الشر العالمية التى يتزعمها اليهود ، والتى شعرت بأن وجود الإسلام على كوكب الأرض قد طال أكثر من اللازم، وأن المرحلة السياسية الراهنة توفر الفرصة المثالية لإنهاء وجود هذا الدين ، ورفع راية إبليس خفاقة على الأرض. وعلى خلفية هذه المعركة جاء الكتاب الحالى ليسدد بإذن الله طعنة قاتلة للإلحاد على جبهة الأخلاق. ويمكن تلخيص محتوى الكتاب فى ثلاث أفكار رئيسية: الملحد ليس على خلق حقيقى ، ومن يؤمن بدين غير الإسلام فليس على خلق حقيقى، والمسلم غير المتدين ليس على خلق حقيقى. ورغم أن هذا الكتاب موجه أساسا لمقاومة الإلحاد إلا أنه فى غاية الأهمية لكل مسلم حتى لو اختفت ظاهرة الإلحاد فى المستقبل ، فقد قمنا بتشريح النفس الفاعلة للخير وتعرية خباياها، وهذا أمر من الأهمية بمكان حتى يتبين لكل مسلم هل هو حقا خيِّر وصالح أم مجرد آلة صماء تتصرف طبقا لقوانين البيولوجيا والاجتماع. أتمنى أن يخرج القارىء بعد قراءة هذا الكتاب وهو مقتنع بأنه إن غاب الإسلام فمن المستحيل وجود الأخلاق بشكل حقيقى. وليعلم الملحدون أن معركتنا غير المتكافئة معهم ستنتهى بانتصار ساحق للإسلام ، وإن غدا لناظره لقريب.