عن الكتاب
لم يرد العودة إلى المنزل من فوره. كان لديه الوقت ورغب في التفكير قليلًا. بدأ «جوزيف ڤالسر» يسير الآن بوتيرة مختلفة، لكنه لم يتوقف دقيقة واحدة. ستكون زوجته في المنزل بالفعل، بالتأكيد. نظر حوله: قادته خطواته حتى إلى بعض الشوارع التي لم يعرفها جيدًا. عاد. أراد أن يرى المنزل الذي رأى زوجته تخرج منه.وقف الآن أمام المنزل الذي خرجت منه زوجته. لم يكن هناك شك في ذلك، كان هذا هو المنزل. نادرًا ما تخرج «مارجا ڤالسر» من البيت، ولا تفعل أبدًا في الليل.. لم يكن لديهم أي أصدقاء في هذا الشارع. عرف «جوزيف» بالضبط ما الأمر. «امرأة غبية»، تذمُّر. وجوده صار غير محتمل في هذا العالم. بعد أن فقد إصبعًا، فقد أيضًا القدرات التي تمنحه الاحترام في هذا العالم الآخر.وكأنه أحد أفراد فصيلة أخرى, أقدم «ڤالسر» على أمرٍ ما لم يجرؤ على تكراره بعدها أبدًا: عندما كانت الآلة في فترة راحتها، وبينما مُحرّكها مُتوقِّف تمامًا، سار نحوها بيده اليمنى التي صارت مُشوَّهةً وأصغر مما كانت. لمس جانب الآلة، ومَسَّ معدنها برفق، حينها شعر، بشيء مثل إعادة تكوين الإصبع الذي بُتر – وابتسم. قال: «ما زالت ساخنة”.