عن الكتاب
ده معناه بالطبع إنك مش هاتفرق معاك لو عرفت إن والدة “تمر” كانت… يهودية؟! وكأنَّ السماء خرَّت على رأس “سليمان”، ومجددًا يزاوله الشعور البغيض بأنَّ قلبه قد هوى إلى قاع سحيق في جسده، في شعور مُختلط فظيع يتراوح بين الخوف والارتباك والصدمة، فلا يجد إجابة إلا العرق الغزير يتصبب من جبهته، ها قد هوى وانهار القصر الفيروزي الذي بناه في خياله من حب ووله وعشق لـ”تمر”، تحت مطرقة الواقع البائس الذي يتخذ الخيال البريء عدوًا في معظم الأحيان، ماذا أنت فاعل يا “سليمان”؟! ماذا أنت قائل يا “سليمان”؟! يهودية! لا عجب أنَّ هذا العجوز البائس قد يكون نفسه يهوديًّا، وبالطبع سيعني هذا أنَّ “تمر” وُلِدت لأبوين يهوديين، حتى وإن كانت مسلمة، أو حتى مسيحية، لكن هذا لا يمحو أنها وُلدت لأبوين يهوديين، فلأتحقق أولًا قبل أن أتخذ أي قرار أو قبل أن أنطق بأي شيء قد أندم عليه لاحقًا، يقول “سليمان” وقد خلع عنه لباس الخجل والخوف، بعد أن ينظر لـ”تمر” نظرة أخيرة ليجدها مطرقة الرأس مهزومة وكأنَّ المحذور وقع فوق رأسها فقسم عنقها، فيقول متجرئًا يُحاول نصرتها بقدر استطاعته:– ده متوقف! ويميل عليه العجوز الظافر، ويقول في تشفٍ وشماتة واضحة: – متوقف على إيه يا أستاذ “سليمان”؟ فيقول بعينين متهورتين لا يعرف بمَ سينطق: – متوقف على إذا كنت إنت شخصيًّا يهودي يا عم “يعقوب”.