عن الكتاب
بين يدينا النسخة العربية من مذكرات الرئيس العراقي الراحل جلال طالباني وهي من إعداد صلاح رشيد، حيث تعكس المذكرات حصيلة نضال سياسي لما يزيد على نصف قرن، لشخصية قيادية كردية كبيرة ومثيرة للجدل، وتعكس الأحداث التي وقعت في العاق خلال الخمسين سنة الأخيرة، وساهمت في رسم مستقبل العراق السياسي والإجتماعي …من حلف بغداد إلى تشكيل الأحزاب السياسي الكردية والعربي، إلى الإنقلاب على الملكية والصراع الكردي مع الحكومة المركزية في بغداد، وكذلك المواقف المتناقضة من قبل الأحزاب الكردية تجاه الحكم الذاتي لشمال العراق، وصولاً إلى مرحلة البعثيين الأولى والثانية وخروج قطارهم عن السكة السياسية نهائياً في عام 2003.جلال طالباني أو من يُعرف بــ “مام جلال”، أي “العم جلال”، هو ابن الشيخ حسام الدين الشيخ نووي، ابن الشيخ غفور طالباني، وُلِدَ عام 1933 في بلدة كلكان قرب سد دوكان، وانتقل إلى مدينة كويسنجق للدراسة الإبتدائية والثانوية، وهناك كان الشاب جلال طالباني يرتاد حلقات الدراويش ويشاركهم أذكارهم، وهو يذكر أنه حتى اليهود، كانوا من زوار التكية الطالبانية.وبدأ إهتمام جلال طالباني بالسياسة مبكراً منذ أن كان طالباً في الصف الخامس الإبتدائي، وشكلت 1947 بداية للعمل السياسي المنظم لديه حين أصبح عضواً فعالاً في الحزب الديمقراطي الكردستاني (البارتي)، برئاسة الملاّ مصطفى البارزاني، وفي العام 1951 انتخب عضواً في اللجنة المركزية، ودخل عام 1953 إلى كلية الحقوق في بغداد، وبعدها عاد إلى السليمانية، ممارساً مهماته الحزبية والسياسية.وبعد إستيلاء البعثيين على السلطة عبر إنقلاب عسكري أطاح بحكم عبد الكريم قاسم 1963، قاد طالباني بنفسه المباحثات مع عبد السلام عارف الرئيس العراقي آنذاك، وعن علاقته مع الملا مصطفى البارزاني يقول طالباني: “بناءً على طلب الملا مصطفى البارزاني قررنا لن نشرع بإقامة علاقات مع إيران” (ص 530)، لكنه يذكر بعد ذلك، أن الملا مصطفى عَمِلَ على إنهاء علاقات الإتحاد الوطني مع إيران أثناء لقائه مع رئيس جهاز الإستخبارات الإيرانية (السافاك) حسن باكروان، وأخبره البارزاني، حسب الكتاب، أنّه مستعد للتعاون مع الإيرانيين مقابل تخلي إيران وقطع علاقتها مع جلال وجماعته.