عن الكتاب
لبقيَّة حياتها كانت هيلين لتظلَّ كفيفة صمَّاء غير قادرة على التحدُّث بوضوح، وعلى الرَّغم من ذلك فهي لم تدع تلك العوائق الثلاثيَّة لتقوم بتكبيلها وجعلها إحدى أبرز رائدات الحركات الإصلاحيَّة المُلهِمَة في العالم بأسره، وكذلك أيضاً لم تسمح هيلين لتلك التحديات أن تكون بمنزلة الحجر الذي يقف حائلاً بينها وبين ذلك الابتهاج الروحيِّ المُفعَم بالحيويَّة، الذي كانت تتمتَّع به.وفي كتابتها التالية، كانت هيلين كيلر تقول:«لكنَّني لم أفقد كلَّ شيء بَعد، ففي أيِّ حال، إنَّ نعمة البصر والسمع هما نعمتان فقط بين نِعم الإله الهائلة التي أنعم بها عليَّ، ولازلت أملك أغلى تلك النعم وأكثرها روعة ودهشة، فلازلت أملك عقلاً صافياً ونشطاً!»لقد اختتمت هيلين بملاحظة مؤثِّرة بشدَّة، وقالت: «إنَّ حياتي تملؤها السعادة والبهجة، فكلُّ يوم يجلب لي المزيد من المرح والمُتعَة، وكلُّ يوم يُرسِل لي جرعة حُبّ من جانب عدد من الأصدقاء غير المُقَرَّبين، الذين لا تربطني بهم معرفة شخصيَّة، حتَّى إنّي أصبح مُبتَهِجَة من آنٍ إلى آخر بقلبٍ عامِر بالفرح، وأنا أتغنَّى قائلةً: «الحبُّ هو كلُّ شيءٍ، والله هو الحبُّ!»»