عن الكتاب
هكذا أخذت أفكّر في حقل القمح وأنا أنظر إلى القمر وأعدّ قائمةً بالأماكن التي يُمكننا أن نذهب لنعيش فيها، وكنت أتنفس بصوتٍ منخفضٍ لأنني كنت أريد أن أسمع الليل جيدًا، كنت أريد أن أسمع حفيف النباتات التي تتحرّك عند وصول (فيرنا). مكثت بأذنين منتبهتين، وذراعاي جاهزتان لضمّها، وابتسامة على فمي لا يمكن لأحدٍ نزعها عني حتى إن أردت، ولم أكن أريد على الإطلاق.بلغةٍ بسيطةٍ تتمتع في الآن ذاته بعمقٍ وحساسيةٍ شديدة، وعلى لسان الطفل فابيو الذي يصحبنا معه لنسافر في أفكاره وحياته من سن الخامسة وصولًا إلى مرحلة المراهقة، نعيش صفحات هذه الرواية العذبة والمجنونة في آنٍ واحد. فابيو يسكن مع عائلةٍ غريبة الأطوار، تلاحق رجالها لعنة ما، تصيبهم في سن الأربعين، وتؤثر على ما تبقى من حياتهم.يعرف فابيوهذا، بالصدفة، فتبدأ محاولاته ليفلت من ذلك المصير. إلا أن حدثًا يطيح بحياة الأسرة كلّها، يقلبها رأسًا على عقب، فنعيش نحن أيضًا معه تلك التقلبات، نعيش تلك الحياة الغريبة والعجيبة، نعيش تلك الحياة اليومية العادية من خلال ما يراه ويدور في ذهنه وما يحدث له، ومن خلال حكايات يختار أن يقصها علينا. نضحك بشدةٍ أحيانًا في أثناء القراءة لنجد أنفسنا بعدها بلحظات نبكي تأثرًا.