عن الكتاب
وفي القرن الثامن عشر (الروكوكو).وتجمع أجزاء هذه الموسوعة إلى الحديث عن الأساليب الفنية في تسلسلها واتساقها الرسوم واللوحات المصورة التي تسجل النماذج المختلفة التي اختارها صاحب هذه الدراسة لأهم آثار العمارة والنحت والتصوير، وجميع ما في هذه الأجزاء من صور ورسوم لم يكتف المؤلف فيها بما كتب عنها مصدراً بذلك عن أحاسيس غيره فحسب فيكون معبراً كما عبروا، لكنه عنى نفسه فزار معظم المتاحف والمراسم والمعارض والمساجد والمعابد والكنائس والمقابر والمناطق الآثرية والمسارح ودور الأوبرا، يقوده إلى تلك الزيارات حرص منه على أن يسجل عن رؤية ومعاينة فيكون صاحب رأي كما كان من سبقوه أصحاب رأي، قد يختلف معهم وقد يتفق، فما عن اتفاق ليس مرده إلى أن المؤلف ناقل وإنما هو اتفاق في المشاهدة واتفاق في الحكم، وما جاء مخالفاً فهو رأي المؤلف الذي خالف به آراء من سبقوه. كذلك خص الموسيقى بكتاب مستقل يتسع لما يحتاج إليه هذا الفن الجميل من تفصيل وتطويل تصحبه مجموعة من الشرائط التي تحمل تسجيلات موسيقية منذ عهد الإغريق إلى اليوم.وتتناول هذه الدراسة فنون النحت والتصوير والعمارة موصولة ببيئتها التي عنها أخذت ومنا استنبطت. وهذا العرض الصادق الأمين نقرؤه في عبارة طلية مشوقة، تطالعك بين فقراتها لوحات مصورة، تنطق نطق العبارات ويجد فيها القارئ بياناً وافياً. وتضم الموسوعة إلى هذا زاداً من مصطلحات فنية وجدت سبيلها إلى العربية على يد المؤلف في النحت والتصوير والزخرفة والنقش والعمارة والموسيقى والدراما، ولقد حرص المؤلف على الرغم من تناوله موضوعات من العمق بمكان ألا يضفي عليها سمة التخصص، بل كان حريصاً على أن يكون قريباً ما أمكنة ذلك من جمهرة القراء، فهذه أول موسوعة في الفن يقدمها المؤلف للناس كافة بعد أن كان مثلها لا يقدم إلا للخاصة منهم، وبهذا أثبت لهذه الفنون أصالتها، وعرّف بخصائصها، وأرسى لها أسسها التي قامت عليها، وأحصى لها مميزاتها التي برزت بها، وتحدث عن فلسفتها التي أوحت بها وجلتها لنا فناً.