عن الكتاب
فلسفة الجنون كتابٌ ثوري يتناول مسألة تحيط بها الكثير من التساؤلات والوصمات والأحكام المسبقة في العالم العربي عامة، وترجمتنا لهذا الكتاب تفتح “عُلبة من الدود”، فتنفتح أمامنا شتى الأبواب في شتى المجالات والعلوم والأديان، ولهذا فهو كتاب المتعلم والمتدين والمتصوف والذهاني والمثقف وكل من يجد في نفسه تساؤلات حول التجربة الفلسفية وعلاقتها بالتجربة الذهانية.يدور الكتاب في مجمله حول العلاقات الوطيدة بين الفلسفة وبين الجنون، ويبحث في نقاط الالتقاء بينهما، مُحللًا إياها بتمهل وتمعن، مستعينًا بتجارب الذهانيين والفلاسفة والمتصوفة على حد سواء، وهو بذلك يحاول إثبات وجهة نظره العامة حول الموضوع، وهي إمكانية المرء في خوض تجربة ذهانية فلسفية صوفية ومروره بمراحلها العظيمة العديدة لتحقيق الاستنارة الروحية، والتماس الحكمة العليَا والحقيقة المثلى، إذا ما استطاع كبح جماح نفسه عن المغريات والفخاخ والطرق المنحرفة، العملية التي يصفها نهاية بصناعة البلورة، وهو بذلك ينتقد موقف المنهج العلمي الصارم والراسخ في نظرته لهذه التجارب بتنوعها وتعددها وتفرعها جميعًا على أنها مجرد أعراض لخلل دماغي يحتاج تدخلًا طبيًا ومعالجة بالعقاقير الطبية.