عن الكتاب
يشرح راسل بدقة النظم السياسيّة والاقتصادية لثلاثة بدائل محتملة آنذاك للرأسمالية هي: الاشتراكية والأناركية والحركة النقابية.نشر الكتاب في عام 1918، حيث كانت الحركات في أوجّها على الساحة السياسية وفي الوعي الجمعي العالمي. في ذلك الوقت، كان من الصعب تخيل امتلاك القارئ العادي فهماً دقيقاً لتلك المذاهب، وهو الدور الذي يبرع فيه راسل، كمترجم بليغ للاقتصاد السياسي.إذ يكرس فصلاً لكل حركة من الحركات، محدّداً مبانيها الأساسية وخلفية تاريخية لكل منها. ثم يذهب إلى استكشاف قضايا محورية تخص الحكومات والمجتمعات معاً، مجرياً مقارناتٍ بين الأنظمة الثلاثة. فهو لا يعتقد أن الرأسمالية هي النظام الاقتصادي المثالي الذي ينبغي للبشرية أن تمضي في ظله، مطالباً بالعمل من أجل نظام بديل.ويعترف باحتمالية فشل الأنظمة الثلاثة المعنية في مواجهة جشع البشرية المتأصل وميلها إلى العنف. لا يدافع راسل عن أي من المذاهب الثلاثة، بل يقترح بديلاً رابعاً، هو شكل (بريطاني) من النقابية يجمع بين العناصر الأفضل للأنظمة الثلاثة.لا يدعي راسل تقديم أجوبة تامة في الكتاب، لكنه بالتأكيد يوفّر للقارئ تحليلاً متعمّقاً بلغة واضحة وسهلة يمكن الوصول إليها ما يجعل أعمال راسل على الدوام كنزاً ثميناً للقارئ العقلاني وموسوعة لأصحاب الفكر الحر