عن الكتاب
كنت في اليومَين التاليَين ميّتًا من التعب، لكنّ اليونانيّ كان منزعجًا مني، فتدبّرتُ أمري. كان غاضبًا لأنني لم أصلح باب الزنبرك الذي يفصل بين المطبخ وقاعة الطعام. قالتْ له إنّ الباب ارتدّ إليها وضربَها على فمها. كان لا بدّ أن تقول له شيئًا يفسّر انتفاخ فمها بعد أن عضضتُها. لذلك قال إنّ الذنب ذنبي لأنّي لم أصلح الباب. شددتُ الزنبرك فأصبحتْ دَفعةُ الباب أضعف، وانحلّت المشكلة. لكنّ السبب الحقيقي وراء غضبه منّي كان اللافتة. فقد أعجبتْه الفكرة إلى حدّ الخوف من أنّني سأنسبها إلى نفسي.كانت لافتةً ضخمة لم يستطيعوا الانتهاء منها في اليوم نفسه، ولم تجهز إلا بعد ثلاثة أيام فذهبتُ إليهم وأحضرتُها وعلّقتُها. كانت تحتوي على كلّ ما رسَمَه في الورقة، إضافة إلى شيئَين آخرَين. كان بها علمٌ يونانيّ وعلمٌ أميركيّ، ويدان تتصافحان، وعبارة «رضاؤكم مضمون».واللافتةُ كلّها كانت بأضواء النيون الحُمر والبِيض والزُّرق، فانتظرتُ حتى حلول الظلام كي أشغّلها. وما إن شغّلتُها حتى أضاءت مثل شجرة عيد الميلاد. «رأيت لافتات كثيرة في حياتي، لكنّي ما رأيت مثلها. أعترف بإبداعك يا نِك». «يا سلام. يا سلام». تصافحنا. وعادت الأمور إلى مجاريها.