عن الكتاب
صدر حديثاً عن مركز أبوظبي للغة العربية التابع لدائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي كتاب «باريس في الأدب العربي الحديث»، دراسة نقدية في إشكالية العلاقة بين المركز والأطراف، تأليف الدكتور خليل الشيخ.وتعتمد الدراسة، وهي تسعى إلى تحليل حضور باريس في الأدب العربي الحديث، مجموعة من النصوص التي تنتمي إلى غير جنس أدبي، ويتوزّع أصحابها على أزمنة وأمكنة مختلفة، ويصدرون عن رؤى متعددة، وإن ظل يجمع بينهم أنهم أقاموا في باريس زمناً يقصر أو يطول، لتكون رؤاهم صادرة عن تجربة ومعايشة. وتقع الدراسة في حقل البحوث النقدية المقارنة، غير أنها لا تتوقف عند ملامح تلك المدينة من المنظور الفني، بقدر ما تهدف إلى تحليل مجموعة العوامل التي شكلتها والآفاق التي انتهت إليها، وارتباط ذلك بالوعي على الذات والآخر.وجاءت الدراسة في (246) من القطع المتوسط، وتقسم إلى ثلاثة فصول رئيسية: يقف الفصل الأول عند باريس حتى الحرب العالمية الأولى، محاولاً أن يتتبع تطوّر أبعادها، وأن يقف على سر الإيجابية في ملامحها كما رسمها الأدباء والمفكرون العرب الذين زاروها للدراسة أو السياحة. ويتتبع الفصل تطور صورة باريس عند كل من رفاعة الطهطاوي وعلي مبارك وأحمد فارس الشدياق وفرنسيس مراش وغيرهم، وقد تم هذا التتبع على ضوء منهج الدراسة الأدبية المقارنة، مستهدفاً استخراج الموقف الحضاري العربي من الحضارة الغربية، الذي تجسد في الاهتمام بمدينة أوروبية وأعطاها مكانة متميزة.ويعالج الفصل الثاني مجموعة العوامل التي جعلت باريس مهمة على الصعيد الثقافي والحضاري والإبداعي في الأدب العربي الحديث بعد الحرب العالمية الأولى، وبداية علاقة الأدباء والمفكرين العرب مع هذه المدينة، حيث يرى الكاتب أن هذه المرحلة حملت بداية التفاعل المنتج، بالإضافة إلى ما حملته مرحلة ما قبل الحرب الأولى من انبهار وإعجاب يبلغان حد التقديس.