عن الكتاب
«غريشكوفتس يكتب «كما في الحياة» – بتردد وتعثر وارتباك. تكتشف فيه كلماتك التي لا تحضرك أحياناً ولا تحضر أياً كان، والأفكار التي لم يفكر بها أحد من قبل، والشعور الذي لا يمكن وصفه. التوقعات لديه صائبة دقيقة، مؤلمة كالوخز، وممتعة كالقبلة. وتتعرف إلى المعتاد يومياً، المعروف جداً، وكأنك تحصل على شيء غير متوقع أو غير منتظر، ثم كأنك تحصل عليه بمصارحة كرسي الاعتراف.عندما تقرؤه لا تفهمه على قدر مدلولاته ومضامينه المعرفية. ومع الأيام تفهم أنك إذا كنت تحب السياحة فإنك تدريجياً، ومع الزمن، ستثير الأماكن المعروفة اهتمامك بدرجة لا تقل عما يثيره ارتيادك أماكن جديدة للمرة الأولى، بل وفيما بعد سيكون اهتمامك بزيارة الأماكن المعروفة أكثر أهمية لديك من ارتياد الأماكن غير المعروفة، يصبح الاكتشاف أثمن من الحداثة، وإعادة عيش الماضي أعظم من الريادة.ويوضِّح ذلك: ترى نفسك متغيراً في الزخرفات القديمة، ووفقاً للمؤشرات السابقة تبني مخططك الروحي. وهكذا فإن مطابقة الإيحاءات الذاتية لغريشكوفتس مع إيحاءاتك تستدعي ذكرياتك، ما يستثير ذاكرتك وتستكمل معرفتك بذاتك. إن تجربته الشخصية في الكتابة – تقوم على طريقة استيعاب تجربتنا الشعورية العامة.وهكذا فإن نثر غريشكوفتس هو دائماً محدد ومعبر. والأسلوب خاضع لطموح حجز قطعة من الحياة في مصداقيته اليومية».